فساروا بالمركب فى ظلمة، وهم يرخون الحبال، ولا يجدون لما هم سائرون فيه من الماء جوانب، حتى قلت أزوادهم، فأبطلوا حركة المركب بالمجاديف إلى داخل السرب، وجرّوا الحبال ليرجعوا إلى حيث دخلوا، حتى انتهوا إلى رأس السرب، فكانت مدة غيبتهم فى السرب ستة أيام، أربعة منها دخولا إلى جوفه وطوافا فى جوانبه، ويومين رجوعا إلى رأس السرب، ولم يقفوا فى هذه المدة على نهايته، فكتب بذلك الأمير علاء الدين الطنبغا والى البهنسا إلى الكامل، فتعجب عجبا كثيرا، واشتغل عن ذلك بمحاربة الفرنج على دمياط، فلما رحلوا عن دمياط، وعادوا إلى القاهرة، خرج بعد ذلك حتى شاهد السرب المذكور انتهى.
***
تم الجزء الرابع عشر ويليه الجزء الخامس عشر، وأوله حرف الكاف