للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومتى رأى إنسانا فى خطر الغرق يأتى إليه ويحمله حتى يوصله إلى البر أو الماء القليل.

وقال صاحب (نشق الأزهار) إن فى بحيرة تنيس ثلثمائة وستين نوعا من السمك يظهر فى كل يوم من السنة نوع منها ولكل نوع اسم يخصه، وخليل الظاهرى يسمى بحيرة تنيس (بحيرة المنزلة) وهو الاسم الذى تعرف به الآن.

وقال الإدريسى إن بحيرة تنيس جملة جزائر منها نيلية وتونة وسمنة وحصن علم وأضاف إلى ذلك ابن حوقل شطا ودابق، وكانت قرية تونة يعمل بها طراز تنيس، ومن جملة طرازها كسوة الكعبة أحيانا قال الفاكهى: ورأيت أيضا كسوة لهارون الرشيد من قباطىّ مصر مكتوبا عليها «بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبد الله هارون أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل فى طراز تونة سنة تسعين ومائة، قال وقرية سمنة غلبت عليها بحيرة تنيس فصارت جزيرة فلما كان شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وثمانمائة هجرية انكشف فى مكانها حجارة وآجرّ فإذا عضادات زجاج كثيرة مكتوب على بعضها اسم المعز لدين الله وعلى بعضها اسم العزيز بالله نزار، ومنها ما عليه اسم الحاكم بأمر الله، ومنها ما عليه اسم الظاهر لإعزاز دين الله، ومنها ما عليه اسم المستنصر بالله وهو أكثرها أخبرنى بذلك من شاهده.

وفى كتاب السلوك للمقريزى أنه حصل فى سنة ثمانمائة وعشرين من الهجرة عصيان قوىّ فى دمياط سببه صيادون من أهالى سمنة وكان بين تنيس ودمياط قرية يقال لها قرية بورى وإليها ينسب السمك البورى، وينسب إليها أيضا بنو البورى الذين كانوا بالقاهرة والاسكندرية وفى سنة ٦١٠ وصل العدو إليها بشوانيهم فسبوها فقدمت إليها القطائع التى كانت على ثغر رشيد فسار عنها العدو انتهى.

[(فائدة)]

ابن بطلان المار الذكر فى كلام المقريزى هو كما فى كتاب دائرة المعارف للمعلم بطرس البستانى المختار بن الحسن كان طبيبا نصرانيا بغداديا مشوّه الخلقة غير أنه فضل فى علم الأوائل، وكان يرتزق بصناعة الطب وخرج من بغداد إلى الموصل ودياربكر ودخل حلب وأقام بها مدة ولم تعجبه فخرج منها إلى مصر فأقام بها مدة يسيرة، واجتمع بابن رضوان المصرى الفيلسوف فى وقته وجرت بينهما منافرات