فتلاشت أحوالها جدا، حتى صار مجلس ليلة الجمعة يجلس فيه نحو اثنين أو ثلاثة أول الليل، ثم يغلب عليهم النوم، وكان فى زمن والده يصعد المؤذنون من نحو نصف الليل، فيحصل من إيقاظ النيام، والاشتغال بالذكر والتهجد والقيام، والأنس التام ما يثلج الصدور، ويحث على فعل الحبور.
وبالجملة فبيتهم مبارك لا يزال متصل المدد، وفيه الخير والبركة، وكانت وفاة صاحب الترجمة فى أواخر سنة إحدى عشرة بعد الألف، ودفن بزاوية والده رحمهما الله تعالى. انتهى.
[ترجمة الشيخ محمد حجازى الواعظ القلقشندى]
وفى «خلاصة الأثر» أيضا أن من قلقشندة محمد حجازى بن محمد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندى الشافعى، الإمام المحدث المقرى، خاتمة العلماء، كان من الأكابر الراسخين فى العلم، واشتهر بالمعارف الإلهية، وبلغ فى العلوم الحرفية الغاية القصوى، مع كونه كان يغلب عليه حب الخمول وكراهية الظهور.
فنشأ بمصر وحفظ القرآن وعدة متون فى النحو والقراءات والفقه، وعرضها على علماء عصره، وأخذ عن جماعة من العلماء، منهم: الحافظ النجم الغيطى، والشيخ الجمال بن القاضى زكريا، والشيخ أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطى والشيخ عبد الوهاب الشعراوى، والشمس محمد الرملى، والشيخ شحاذة اليمنى، والسيد الأرميونى، والشمس العلقمى، والشيخ كريم الدين الخلوتى، وأجازه المحدث المسند أحمد بن سند بثلاثيات البخارى فى حدود السبعين وتسعمائة. وأخذ عن عضد الدين محمد بن أركماس اليشيكى التركى