ابتداؤه من جهة ترب الغريب، وانتهاؤه أول شارع الموسكى تجاه المفارق الأربعة، وهو حادث فى زمن العائلة المحمدية، كان فتحه بأمر العزيز محمد على باشا فى سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وذلك لما اتسع نطاق التجارة وسكن جهة الموسكى والأزبكية كثير من الفرنج، وكثرت العربات وتعسر السير داخل الأزقة القديمة، وتكررت الشكوى من التجار وغيرهم من ضيق الحارات المؤدى إلى تعطيل حركة التجارة والمرور، فصدر أمره بشراء الأملاك التى تقابل الشارع فى مروره، ثم حصل الشروع فى فتحه، بعد أن عمل عنه رسم بقلم الهندسة التابع لها فى ذاك الوقت لديوان المدارس، وابتدءوا بالهدم فى سنة اثنتين وستين، وبيعت الزوائد الباقية من التنظيم للراغبين، لكنه لم يتم منه إلا لغاية الرحبة المستديرة التى بقرب قنطرة الموسكى، ثم استمرت العمارة فيه زمن المرحوم عباس باشا إلى أن وصل إلى شارع النحاسين، ثم فى زمن الخديو إسماعيل صار امتداده إلى جهة الغريب، وفى زمن الخديو توفيق جعل بجانبيه تطوارا من الحجر، ودكت أرضه بالمكدام، وصار فى غاية الانتظام
وقد أخبرنى بعض من أثق به أنه قبل فتح هذا الشارع قد استفتى العزيز محمد على العلماء فى فتحه وفى كيفية عرضه، فأفتوه بأن يجعله بحيث يمر فيه جملان حاملان من غير مشقة، وقدر ذلك بثمانية أمتار، وجعلوه كما هو الآن، وهذا العرض غير كاف فى وقتنا هذا، لما حصل فى التجارة من الاتساع، ولكثرة المارين من هناك، ولذا تراه دائما فى غاية الازدحام.