وتعمم عمامة صوفية، وكانت فيه مروءة وعصبية، ومات بدمشق سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وما زالت زاويته منزلا لطائفة القلندرية، وهم طائفة تنتمى إلى الصّوفية وتارة تسمى أنفسها ملامتيه.
والقلندرية: قوم تركوا التقيد بما عدا الفرائض واقتصروا على الرخص، ولم يطلبوا العزائم والتزموا ألاّ يدخروا شيئا وتركوا الجمع والاستكثار من الدنيا ولم يتقشفوا ولا زهدوا ولا تعبدوا وزعموا أنهم قنعوا بطيب قلوبهم مع الله.
وأما الملامتية: فيتمسكون بجميع أبواب البرّ والخير مع إخفاء أحوالهم وأعمالهم ويوقفون أنفسهم مواقف العوام فى هيآتهم تسترا للحال حتى لا يفطن لهم انتهى باختصار.
ودفن بهذه الزاوية كما فى الضوء اللامع للسخاوى الأمير علاّن المؤيدى، ويقال له:
علاّن شلق. كان من عتقاء المؤيد وصار فى أيامه من آخورية الأجناد، ثم بعده أخرج إلى البلاد الشامية، وتنقل حتى ناب للأشرف برسباى مدة، ثم نقله الظاهر جقمق إلى حجوبيه حلب الكبرى، ثم صرفه عنها وجعله بعد أحد المقدمين بدمشق، ثم صار فى أيام الأشرف أتابكها ببذل مال فلم تطل مدته، ومات يوم الأربعاء تاسع صفر سنة أربع وتسعين وثمانمائة وقد زاد على السبعين، ودفن من الغد بمقابر باب النصر فى زاوية القلندرية. وكان معظما فى الدول مشهورا بالشجاعة والإقدام ﵀ انتهى.
ولم يبق لهذه الزاوية الآن أثر ألبتة، وليس هناك إلا المدافن المشهورة بالحيشان.
[حرف الكاف]
[زاوية الكردى]
هذه الزاوية فى درب الجماميز بجوار مسجد حارس الطير لها باب إليه ومنافعهما واحدة وبمحرابها عمودان من الرخام وبدائر سقفها نقوش فيها: ﴿(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ)﴾ الآية (١).