[فصل فيما كان يفعل فى إبدال أحد النقدين بجنسه أو بغير جنسه]
كان الذين يجلبون الذهب والفضة لدار الضرب بمصر طائفة من اليهود ويأخذون قيمتها على شروط معقودة معهم، وكان لهم عملاء من تحتهم فى القاهرة وفى المديريات، يجمعون لهم الذهب والفضة. وبعض الناس كان يباشر البيع لليهود الكبار بنفسه من غير توسيط العملاء، وكانوا يكتفون فى مبادلة الكثير من الذهب أو الفضة إذا كان عيارها واحدا بأخذ أنموذج منها يسمى ششنى يعملون فيه الطريقة التى تبين عياره، ثم يقومّون الجميع عليه، وإن كان المبيع قليلا من النقود أو المصاغ فإما أن يحكّوه على الحجر وإما أن يكتفوا بالنظر إليه لكثرة تجاربهم واعتيادهم. وكان يعملون الششنى فى أماكنهم أو بمعرفة ششنجى دار الضرب وغالبا يكتفون بحكه على الحجر، وطريقهم فى ذلك أن يحكّوا القطعة المعرضة للبيع، أو المأخوذة للششنى، وعندهم جملة قصبات أو إبر صغيرة من الذهب من عيارات مختلفة، فيحكون منها على ذلك الحجر ما يقارب تلك القطعة، ثم ينظرون للأثرين فى الحجر ويقدرون الثمن بمقارنتهما.
وفى فرانسا يضعون فوق الأثرين سائلا مركبا من الأستيدنيتريك وقليل من الأسيد مورياتيك بدرجات القوة المعروفة عندهم.
وعادة الصياقه أنهم إذا وجدوا الذهب الذى يشترونه أعلى من نقود الضربخانه، فإنهم يسيحونه بالنار ويخلطونه بالفضة حتى يساوى عيار نقود الضربخانه. ومن حرصهم على الأرباح يشترون الفضة المذهبة بسعر الخالصة ويخلطونها على الذهب. والذهب الذى يعلق بحجر المحك يأخذ منه بواسطة الشمع ويضعونه فى بودقة الذهب فلا يضيع منه شئ.