وكل سنة ترد على مصر قوافل من مراكش ودارفور ومن مكة المشرفة ومن سنار ومعهم تبرّ يبيعونه؛ وهو قطع ذهب صغيرة يجمعونها من الأنهر ومجارى السيل ويلقونها فى خرق رقيقة وفوقها ثلاث خرق ويربط الجميع ثم تجعل فى ظرف جلد ويخاط عليها وتجفف فى الشمس فتكون شبه الباذنجان الأحمر المعروف بالطماطم.
والعادة أن الصرة يكون فيها من حلى أهل إفريقية نحو خاتم أو دبلة أو قرط أو قلادة شكلها يشبه صورة الثعبان أو السحلفة.
والعادة أن جميع الصرر تكون بوزن واحد، كل صرة سبع وتسعون درهما أو خمسة وستون مثقالا، عبارة عن ثلثمائة غرام أو تنقص غرامين، ويختلف عيارها من واحد وعشرين قيراطا إلى اثنين وعشرين ونصف، وذلك يقرب من ٨٧٥ إلى ٩٣٨ من الذهب الخالص. وكان ثمن الصرة مائتين وأربعة وأربعين ريالا إسبانيوليا وذلك يساوى من الميايدة ٣٦٦ ميدى، ومن الفرنكات ١٢٨٨،٧٣ فرنكا.
ولا يوجد فى الصرر تخالف فى الوزن إلا قليلا جدا حتى إنه كان يجرى بها التعامل كالنقود. ويوجد فى الضربخانة منها ششنى صرة واحدة، ويسلم الجميع على موجبها.
وكان تجار التبريسمون بيعه مبادلة إذا بيع الذهب بالذهب، فإذا بيع الذهب بالفضة سمى صرفا. ولا بد من حضور النقدين فى مجلس العقد، وبعد تمام العقد يأخذ كل منهما ما صار إليه من غير تأخير.