ثم شرح الرملى، ويقرأ الحنفية مراقى الفلاح ثم الطائى ثم منلا مسكين ثم شرح العينى ثم شرح الدرر على متن الغرر ثم شرح الدر على متن التنوير بحاشية ابن عابدين وحاشية الطحطاوى، وقد يقرؤون الهداية والأشباه والنظائر، ويقرأ الحنابلة الدليل وزاد المستقنع والمنتهى.
والعادة أن ابتداء قراءة الكتب به من نصف شوال وبختمونها أو يقفون فيها قبيل رجب ولا يقرؤون من رجب إلى عيد رمضان إلا نادرا كتبا صغيرة لمن يبقى مقيما من الطلبة، ولهم فى أثناء السنة بطالات كبطالة عبد الأضحى نحو عشرين يوما، وبطالة المولد الصغير للسيد البدوى نحو ثلاثين يوما، وفى المولد الكبير كذلك أو أكثر.
وإذا مات أحد من العلماء المدرسين يتركون لأجله الدروس كلها ثلاثة أيام حزنا عليه، فإن كان من المشهورين فلا يقرؤون فى الأزهر ولا خارجه، وإذا خالف أحد وجلس للدرس أقامته الخدمة بأمر شيخ الجامع.
ثم إن أكثر اعتنائهم غالبا بالنحو ثم الفقه ثم البيان والمعانى ثم التفسير والحديث ثم البقية، وليس لهم التفات لنحو التاريخ والجغرافية والفلسفة، بل يرون ذلك بطالة وتضييعا للزمن بلا فائدة، وينهون من يقرأ كتب الفلسفة ويشنون عليه الغارة وربما نسبوه للكفر، كما أنهم لا يكادون يطلعون على كتب اليهود ولا النصارى ولا يستعملون من الرياضات إلا الحساب قليلا، وليس لأهل مذهب اعتناء بالاطلاع على مذهب غيرهم إلا مذهب أبى حنيفة فصاروا الآن يرغبون فى الاطلاع عليه لحاجتهم إليه للفتوى والتقلد بالوظائف لانحصار ذلك اليوم فى أهله.
[عوائد أهل الأزهر]
عادة المصريين فى ابتداء إتيانهم إلى الأزهر أن يأتوا غالبا فى سن البلوغ أو المراهقة قارئين القرآن فقط بغير تجويد، فيشرعون فى حفظ المتون مع حضور صغار الكتب، ومنهم من يشتغل بتجويد القرآن على القراء المنتصبين به لذلك إما مع الحضور أو قبله، وقد يأتون أميين فيشتغلون بحفظ القرآن قبل الحضور، والغالب على مجاورى الصعايدة عدم حفظ القرآن، وأما أهل الوجه البحرى فهم بعكس ذلك، بل كثير منهم يعانى علم القراآت ثم يتكسب من السهر فى الختمات.
وعادة الصعايدة أن يأتوا بمؤنة نصف سنة أو أكثر، من خبز قمح مقدد بالنار وسمن وجبن ودقيق وكشك وقادوسية ومفتلة وعدس وبصل وحطب ونحو ذلك ونقود كل بحسب