وبها جامع بلا منارة، وليس لها سوق، ويزرع فى أرضها الأرز والقطن كثيرا.
وعلى هذه القرية نزل الفرنج يوم الثلاثاء غرة رمضان سنة سبعة وأربعين وستمائة، وسبب ذلك كما فى «خطط المقريزى» أنه لما علمت الفرنج بموت الملك الصالح نجم الدين بن أيوب، وكانوا قد استولوا على دمياط فخرجوا منها، فارسهم وراجلهم، وشوانيهم تحاذيهم فى البحر، حتى نزلوا فارسكور يوم الخميس لخمس بقين من شعبان، فورد فى يوم الجمعة من الغد كتاب إلى القاهرة من العسكر، أوله: ﴿اِنْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ وفيه مواعظ بليغة بالحث على الجهاد، فقرئ على منبر جامع القاهرة، وقد جمع الناس لسماعه، فارتجت القاهرة ومصر وظواهرها بالبكاء والعويل، وأيقن الناس باستيلاء الفرنج على البلاد لخلو الوقت من ملك يقوم بالأمر، لكنهم لم يهنوا، وخرجوا من القاهرة ومصر وسائر الأعمال فلما كان يوم الثلاثاء اقتتل المسلمون والفرنج فاستشهد العلائى أمير مجلس وجماعة، ونزل الفرنج بهذه الناحية، ثم فى يوم الاثنين نزلوا البرامون فاضطرب الناس وزلزلوا زلزالا شديدا لقربهم من العسكر، وفى يوم الأحد ثالث عشرة وصلوا تجاه المنصورة وصار بينهم وبين المسلمين بحر أشمون، ووقعت بينهم حروب كثيرة، انتهى الأمر فيها لنصرة المسلمين كما ذكرنا ذلك عند الكلام على المنصورة، وأخذ ملك الفرنسيس أسيرا مع بعض أمرائه، انتهى.
[ترجمة الشيخ محمد الشار مساحى]
وإليها ينسب-كما فى الضوء اللامع-محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الشمس بن الأمين بن الشمس الشارمساحى، ثم القاهرى الشافعى، ابن أخى الزين يوسف الكتبى، أخذ عن الأبناسى، وحضر عند البكرى، وتكسب بالشهادة، ودرس وانتفع به كثيرون، ثم استنابه زكريا فى ذى الحجة سنة اثنتين وتسعين، وسافر قاضى المحمل سنه خمس وتسعين وثمانمائة، انتهى. ولم يذكر تاريخ موته ﵀ وإيانا.