هذا الجامع بشارع الحبانية تجاه مدرسة السلطان محمود.
كان قد تخرب فجدده المرحوم محمد على باشا فى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وهو مشرف على الخليج يصعد إليه بسلالم من الحجر، وبه عمودان من الزلط وبقبلته عمودان من الرخام وبه شبابيك بالزجاج الملون، وله منارة ومطهرة وبئر وشعائره مقامة من إيراد أوقافه تحت نظر الأوسطى على المكوجى، وبه ضريح يقال له: ضريح الشيخ كاتم السر وضريح آخر مكتوب عليه آية الكرسى.
[جامع الكاملية]
هو بشارع النحاسين بخط بين القصرين فى صف جامع المارستان المنصورى بجوار المدرسة البرقوقية، وهو جامع ملوكى عامر بالأذان والصلوات والجمعة والجماعة ومنافعه لم تزل تامة.
وكان أول وضعه مدرسة مشهورة تعرف بالكاملية ذكرها المقريزى وغيره.
قال المقريزى: الكاملية بخط بين القصرين تعرف بدار الحديث.
أنشأها الملك الكامل سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وهى ثانية دار عملت للحديث، والأولى بناها الملك العادل بدمشق وقف هذه المدرسة الملك الكامل على المشتغلين بالحديث النبوى ومن بعدهم على فقهاء الشافعية، ووقف عليها الربع الذى بجوارها على باب الخرنفش ويمتد إلى الدرب المقابل للجامع الأقمر، وكان موضعه من جملة القصر الغربى ثم صار موضعا يسكنه القماحون، وكان موضع المدرسة سوقا للرقيق ودارا تعرف بابن كستول، وما برحت تلك المدرسة بيد أعيان الفقهاء إلى أن كانت الحوادث سنة ست وثمانمائة فتلاشت كما تلاشى غيرها وولى تدريسها صبى جاهل حتى نسيت.
وقال فى بدائع الزهور: إن المدرسة الكاملية هى أول دار بنيت للحديث بالقاهرة قيل: لما حفر أساسها وجد فيها صنم كبير من الذهب؛ فأمر الملك الكامل أن يضرب