للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر السخاوى فى كتاب «المزارات» أن فى بحرى جامع المعرف تربة قديمة، وبها قبر إلى جانب قبر السقايين، قال بعضهم ومكتوب على خشبة البناء «أم محمد بن محمد ابن الهيثم». قال المسبحى: تزوجها عبد الله بن جعفر. وهذه التربة هى المعروفة هناك بالسادة البنات البكر، وهذا الاسم ليس له صحة، ثم قال: وتجاه التربة على الطريق مدرسة بها قبر الشيخ العارف الصالح الفقيه المعتقد زين الدين أبى بكر بن عبد الله الدمروطى السليمانى، توفى آخر شوال سنة خمس وسبعين وسبعمائة ودفن بزاويته، ونقل عنه شيخ الإسلام سراج الدين بن الملقن الشافعى فى كتاب «حلبات الأولياء» أنه كان يحفظ جملة من كتاب «الشامل» لابن الصباغ الشافعى. (انتهى).

(قلت): ويؤخذ من هذا أن مدرسة زين الدين الدمروطى السليمانى هى التى عرفت الآن بجامع السليمانى والذى يقابله على الطريق هو زاوية الغباشى، فحينئذ تكون زاوية الغباشى هى المعروفة قديما بتربة السادة البنات البكر. هذا ما ظهر لى من عبارة السخاوى، ثم إنه قد بلغنى ممن أثق به أن بعض أهل تلك الخطة يقول إن زاوية الغباشى هذه كانت تعرف أولا بزاوية البنات البكر، وهذا يؤيد ما قلناه فلله الحمد.

***

[شارع المسيحية]

أوله من ابتداء سكة أبى سبحة خارج باب القرافة، وآخره شارع عرب يسار، وطوله مائة وسبعون مترا، عرف بذلك لأن به جامع المسيحية نسبة لمنشئه الوزير مسيح باشا، أنشأه سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، وسبب بنائه أنه كان يعتقد فى الشيخ نور الدين القرافى - أحد علماء عصره - فأنشأ له هذا الجامع، ووقف عليه أوقافا، وجعلها بيد الشيخ المذكور، وجعل النظر له ولذريته من بعده، وهو إلى اليوم مقام الشعائر، ويعرف أيضا بجامع نور الدين القرافى لدفنه به.

وبهذا الشارع من جهة اليمين حارة الزينى، ثم عطفة المحسن (بالحاء المهملة)، ثم درب المأذنة، وكلها غير نافذة.

***

[شارع عرب يسار]

ابتداؤه من آخر شارع المسيحية، وانتهاؤه إلى البراح المحصور ما بين سور القلعة وعرب يسار، وطوله مائتان وستون مترا.