وفى الجبرتى أن بالجيزة جامعا يعرف بجامع أبى هريرة فقد قال ومن مآثر الأمير عبد الرحمن بيك عثمان/مملوك عثمان بيك الجرجاوى، أنه عمر جامع أبى هريرة الذى بالجيزة على الصفة التى هو عليها الآن وبنى بجانبه قصرا وذلك سنة ١١٨٨، ولما أتمه وبيضه عمل به وليمة عظيمة وجمع علماء الأزهر يوم الجمعة وبعد انقضاء الصلاة صعد الشيخ على الصعيدى على كرسى وأملى حديث «من بنى لله مسجدا» بحضرة الجمع، قال: وكنت حررت له المحراب ثم انتقلنا إلى القصر ومدت الأسمطة وبعدها الشربات والطيب، وكان يوما سلطانيا وكان عبد الرحمن بيك حسن السيرة سليم الباطن والعقيدة محبوب الطباع جميل الصورة وجيه الطلعة وكان يميل بطبعه إلى المعارف وقلد الصنجقية عوضا عن سيده الجرجاوى الذى قتل فى واقعه قرا ميدان أيام حمزة باشا سنة تسع وسبعين ومائة وألف، وتوفى عبد الرحمن بيك بمنزله بقوصون جوار بيت الشابورى سنة خمس بعد المائتين، انتهى.
[ترجمة الربيع الجيزى صاحب الإمام الشافعى]
وقال ابن خلكان الجيزة بليدة فى قبالة مصر يفصل بينهما عرض النيل والأهرام فى عملها وبالقرب منها وإليها ينسب الربيع الجيزى صاحب الإمام الشافعى وهو أبو محمد الربيع بن سليمن بن داود بن الأعرج الأزدى بالولاء المصرى الجيزى ينسب إلى صحبة الإمام الشافعى لكنه كان قليل الرواية عنه، وإنما روى عن عبد الله بن الحكم كثيرا وكان ثقة، ورى عنه أبو داود والنسائى.
قيل إنه اجتاز يوما بمصر فطرحت عليه أجانة رماد فنزل عن دابته وجعل ينفضه عن ثيابه ولم يقل شيئا فقيل له ألا تزجرهم فقال:«من استحق النار وصولح بالرماد فقد ربح».
وتوفى فى ذى الحجة سنة ست وخمسين ومائتين بالجيزة وقبره بها قاله القضاعى فى الخطط، انتهى.
ونقل كترمير عن مؤرخى العرب أن منها بهاء الدين أبا الحسن على بن هبة الله خطيب مصر، وأعلم أهل زمانه وكان شافعى المذهب وقد أكثر من مدحه بعض المؤلفين.