للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو المحاسن فى تاريخ مصر أنه كان كثير الصحبة بالملك الصالح نجم الدين أيوب ولما سافر إلى الحج أهدى إليه ملك اليمن هدية فقبلها فحنق عليه الملك وفارق صحبته، مات فى الفسطاط فى شهر الحجة سنة ستمائة وتسعة وأربعين هجرية وعمره تسعون سنة، ودفن بالقرافة الكبرى، انتهى.

ومنها أيضا على بن رضوان أحد الأطباء الحذاق كما ذكره ابن أبى أصيبعة وغيره وستأتى ترجمته فى الكلام على شنوان، انتهى.

وفى الجبرتى أيضا أن إبراهيم بيك الكبير أحد أمراء المماليك لما قدم من الجهات القبلية هو وأمراؤه وأتباعه بعد انعقاد الصلح بين العزيز محمد على باشا وبين جميع الأمراء المصريين نزل بالجيزة هو وأتباعه وحضر معه عرب هوارة وذلك فى يوم الثلاثاء حادى عشر ربيع الثانى سنة خمس وعشرين ومائتين بعد الألف فلم تطلق لحضورهم المدافع كما هى العادة عند قدوم أكابر الأمراء فاغتاظ لذلك إبراهيم بيك. وقال:

«يا سبحان الله ما هذا الاحتقار، ألم أكن أمير مصر نيفا وأربعين سنة، وتقلدت قائمقامية ولايتها ووزارتها مرارا، وفى الآخر صار محمد على من أتباعى وأعطيته خرجه من كلارى، ثم أحضر أنا وأتباعى وباقى الأمراء على صورة الصلح، فلا يضرب لنا مدافع كما يفعل لحضور بعض الإفرنج».

وأشيع فى الناس تعدية الباشا من الغد إلى بر الجيزة للسلام على إبراهيم بيك فلم يحصل بل أصبح مبكرا إلى شبرى وحضر عنده شاهين بيك الألفى ووقع بينهما كلام ورجع من عنده وعدى إلى الجيزة منفعل الخاطر وأرسل حريمه إلى الفيوم ونقل متاعه وفرشه من قصر الجيزة وركب مع خشداشيته إلى عرضى إخوانه فتصافى معهم، فوافقه عثمان بيك المرادى المعروف بالطنبرجى وجعلوه رئيس الأمراء المرادية.

وفى ذلك اليوم عدى حسن باشا وصالح أغاقوج إلى بر الجيزة وتغديا عند شاهين بيك وجرى بينهما وبين إبراهيم بيك كلام كثير ومن ضمن كلام حسن باشا أنكم وصلتم لتمام الصلح على الشروط التى عملت بأسيوط، فقال إبراهيم بيك وما هى الشروط: فقال حسن باشا أن تدخلوا تحت حكمه وهو يوليكم المناصب بشرط: أن تقوموا بأداء الفرض التى يقررها على النواحى والغلال الميرية والخراج وأن يعين من يريد منكم صحبة العساكر إلى البلاد الحجازية لفتح الحرمين، وتكونوا مطيعين