سوق يعرف بسوق الصنادقيين. قال المقريزى: وكان موضعه فى القديم من جملة المارستان، ثم عرف بفندق البابليين (انتهى).
(قلت): ومحله الآن بعض دكاكين الخردجية، وفتحة السكة الجديدة وبعض الدكاكين المجاورة لها من الجهة القبلية.
[مطلب شارع الأشرفية]
ثم يلى شارع الخردجية شارع الأشرفية، ابتداؤه من أول شارع السكة الجديدة، وانتهاؤه أول شارع الغورية، وعرف بذلك لأن به جامع الأشرف، وهو جامع كبير فى غاية الحسن والبهجة، يصعد إليه بدرج، أنشأه الملك الأشرف برسباى عند جلوسه على تخت مصر فى سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وهو يشتمل على إيوانين كبيرين وآخرين صغيرين، وليس به أعمده، وله منبر عظيم، وقبلته مكسوة بالرخام الملون، وأرضه وشبابيكه كذلك، وشعائره مقامة من ريع أوقافه بنظر الديوان، ويتبعه سبيل يعرف بسبيل الأشرف، وفى مقابلته وكالة يقال لها وكالة الأشرف معدّة لمبيع الأقمشة، وهى فى نظر الأوقاف.
وذكر المقريزى أنه كان تجاه هذا الجامع حوضا لسقى الدواب، وفوقه مكتب. (قلت):
فالوكالة الموجودة الآن هى فى محل الحوض والمكتب.
وبآخر هذا الشارع عن يمين المار به باب شارع الورّاقين، وسيأتى بيانه فى محله.
وهذان الشارعان كأنهما شارع واحد، وكان فى خطتهما سوق السيوفيين الذى ذكره المقريزى حيث قال: سوق السيوفيين من حيث الخشيبة، وهى باب المقاصيص الآن، إلى نحو رأس سوق الحريريين وسوق العنبر - الذى كان إذ ذاك سجنا يعرف بالمعونة - ومحله الآن قراقول الأشرفية، ووكالة يعقوب بيك، وما جاور ذلك من التربيعة، وبعض سوق الوراقين.
وكان فى مقابلة سوق السيوفيين إذ ذاك سوق الزجّاجين، وكان ينتهى إلى سوق القشّاشين ومحله الآن شارع الصنادقية.
ثم بعد زوال الدولة الفاطمية تغيّر ذلك كله، فصار سوق السيوفيين من جوار الصاغة إلى درب السلسلة، وبنى فيما بين المدرسة الصالحية وبين الصاغة سوق فيه حوانيت، مما يلى المدرسة الصالحية، يباع فيه الأمشاط، فعرف بسوق الأمشاطيين، وفيه حوانيت فيما بين الحوانيت التى يباع فيها الأمشاط وبين الصاغة؛ بعضها سكن الصيارف وبعضها سكن النقليين - وهم الذين يبيعون الفستق واللوز والزبيب ونحوه. وفى وسط هذا البناء سوق