هى بدير القديس فريج المعروف الآن بدير أبى رويس، وهو دير الخندق الذى ذكره المقريزى وكان أبو رويس هذا عابدا زاهدا معتبرا لدى قومه توفى سنة ١١٢١ للشهداء الموافقة سنة ١٤٠٥ مسيحية ودفن بالدير المذكور، وفهم من سيرته أنه كان فى عهده بهذه الجهة خمس كنائس:
الأولى برسم السيدة مريم، والثانية برسم الشهيد جاورجيوس، والثالثة برسم الأمير تادرس، والرابعة برسم أبى السيفين، والخامسة برسم الشهيد أبالى.
ومن ذا يعلم أنه لما هدم الدير الأصلى بكنائسه المذكورة آنفا سنة ٦٧٨ ثم جدد بعد ذلك على ما حكاه المقريزى عمرت هذه الكنائس الخمس عوضا عما كان فى عهد أبى المكارم سعد الله.
وقد علمت مما ذكره المقريزى: أن من جملة ما هدم فى ٩ ربيع الآخر سنة ٧٢١ من الكنائس كنيسة بالخندق فالهدم والعمارة تكرر وقوعهما بهذا الدير، والذى فيه الآن كنيسة واحدة كبرى برسم السيدة مريم ظريفة الوضع، ويليها من الجهة الغربية كنيسة صغيرة برسم القديس أبى رويس وبها ضريحه إلى الآن، وقد دفن بهذا الدير جملة من أجساد البطاركة المتوفين بالمحروسة، وفى داخل دائرة الدير أضرحة مشهورة بأربابها منها: ضريح الشهير دميان بك بن جاد أفندى شيحة المتوفى فى عهد الخديوى الشهير اسماعيل باشا حفيد المرحوم الخديوى الكبير محمد على باشا وذلك فى سنة ١٥٩٤، وأصل عائلته من زفتى وتدرج والده فى الخدم المبرية فى عهد المرحوم الخديوى الكبير، وحاز التقدم فى الرتب والشهرة وعمر طويلا وتوفى سنة ١٥٧٧ للشهداء، وكان من مباديه متقدما فى الوظائف المعتبرة الميرية وآخر خداماته كان موظفا برياسة كتبة عموم المالية المصرية وحائزا رتبة متمايز فى عهد الخديوية المشار إليها، ومع