تقدمه وقبوله التام لدى الخديوى ووزرائه وأمراء الحكومة كان على غاية من التواضع محبا للجميع مسعفا لقاصديه من أى جنس كانوا محسنا محافظا على أصول مذهبه محببا فى الناس، ويوم وفاته حزن عليه جمهور الأقباط الارثدوكسيين وكثير من المسيحيين، وتأسف عليه الخديوى وكثير من وزرائه وأمراء الحكومة وأهل مصر وتعطل ديوان المالية وكثير من الدواوين يوم دفنه، وكان مشهد جنازته مهيبا مؤثرا جدا تتقدمه جملة من العساكر الميرية المنتظمة بهيئة الحزن ويتلوهم محفل جسيم جدا منتظم من البطريرك ومطران الأرمن وكافة قسوس الملة وقسوس الأرمن وأعيان القبط وغيرهم، ولفيف من المسيحيين من كل جنس وبعض معتبرى الحكومة وصلى عليه بالكنيسة الكبرى بالأزبكية، وتليت فى الحال خطبة مرثية لوفاته وبعد دفنه بمقبرة عائلته بالدير اجتهد أخوه الوجيه النجيب ميخائيل أفندى جاد وعمر له ضريحا جديدا فى آخر الدير من الجانب الغربى القبلى يتوصل إليه من داخل الدير، وتتقدمه من بحريه قطعة مزروعة من الزهور والأشجار يمر بها الداخل ثم تنتهى للباب، وعلى يمين الداخل محل منتظم لاستراحة المترددين من العائلة وفسقيتان كبيرتان لكل فسقية باب من الحجر ظاهر فى واجهتها الفسقية التى على اليمين منهما معدة لدفن المتوفين من العائلة، والفسقية التى تقابل الداخل أعدت لدفن جسم البيك المذكور وجسم والده وبأعلى بابها لوح من الرخام مرقوم عليه/بالخط العربى الذهبى اسمه واسم والده وتاريخ وفاتهما، ويعلو ذلك طبقة أخرى يصعد إليها بدرج من أعلى الدير تشتمل على محل منتظم للجلوس والنوم لا يزال أخوه يتردد إليها فى أوقات معلومة للصلاة على أرواح المتوفين وهناك يزوره المحبون.
ولما انتهت عمارة هذا المحل نقل إليه جسم البيك بتابوته فى يوم حافل بعد ما أقيمت الصلاة والقداس بحضور حضرة البطريرك وجمهور من الإكليروس والمسيحيين، ووضع بالأدعية والترتيلات فى الفسقية المعدّة له، وكان قد نقل إليها تابوت والده ولما توفى أخوه الكبير واصف أفندى دفن جسمه أيضا بها.
ومن الأضرحة الشهيرة بأربابها أيضا داخل دائرة هذا الدير ضريح الشهير تادرس أفندى عريان أصل عائلته من ناحية أم خنان بمديرية الجيزة، وانتقل أجداده منها إلى القاهرة