قال المقريزى: هذا المسجد فيما بين باب الزّهومة ودرب شمس الدولة، على يسرة من سلك من حمام خشيبة طالبا البندقانيين، بنى على المكان الذى قتل فيه الخليفة الظافر نصر بن عباس الوزير ودفنه تحت الأرض؛ فلما قدم الصالح طلائع بن رزيك من الأشمونين إلى القاهرة باستدعاء أهل القصر له ليأخذ بثأر الخليفة وغلب على الوزارة استخرج الظافر من هذا الموضع ونقله إلى تربة القصر، وبنى موضعه هذا المسجد وسماه المشهد وعمل له بابين، وما برح هذا المسجد يعرف بالمشهد إلى أن انقطع فيه محمد بن أبى الفضل بن سلطان بن عمّار ابن تمام أبو عبد الله الحلى الجعبرى المعروف بالخطيب.
[ترجمة محمد بن أبى الفضل الجعبرى الخطيب]
وكان صالحا كثير العبادة زاهدا منقطعا عن الناس ورعا وسمع الحديث وحدث، وكان مولده فى شهر رجب سنة أربع وعشرين وستمائة بقلعة جعبر، ووفاته بهذا المسجد يوم الاثنين سادس عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، ودفن بمقابر باب النصر ﵀.
وهذا المسجد من أحسن مساجد القاهرة وأبهجها انتهى.
والظاهر: أن هذا المسجد دخل كله أو بعضه فى حدود جامع الشيخ مطهر، الذى بناه الأمير عبد الرحمن كتخدا فى محل المدرسة السيوفية وتكلمنا عليه هناك.
[مسجد الذخيرة]
قال المقريزى: هذا المسجد تحت قلعة الجبل بأول الرميلة، تجاه شبابيك مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاوون، التى تلى بابها الكبير الذى سدّه الملك الظاهر برقوق.
أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولى الشرطة.
قال ابن المأمون فى تاريخه: وفى هذه السنة. يعنى: سنة ست عشرة وخمسمائة