وأما زقاق الغراب المتقدم ذكره فقال المقريزى: إنه بالجودرية، وكان يعرف بزقاق أبى العز، ثم عرف بزقاق ابن أبى الحسن العقيلى، ثم قيل له زقاق الغراب نسبة إلى أبى عبد الله محمد بن رضوان الملقب بغراب. (انتهى).
وكان بهذه الحارة رحبة تعرف برحبة ابن علكان. قال المقريزى: هذه الرحبة بالجودرية فى الدرب المجاور للمدرسة الشريفية، عرفت بالأمير شجاع الدين عثمان بن علكان الكردى زوج ابنته الأمير بازكوج الأسدى، ثم عرفت بابنه منها الأمير أبى عبد الله سيف الدين محمد ابن عثمان، وكان أخيرا استشهد على غرة بيد الفرنج فى غرة شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة، وكانت داره ودار أبيه بهذه الرحبة، ثم عرفت بعد ذلك برحبة الأمير علم الدين سنجر الصيرفى الصالحى. (انتهى).
ورحبة أخرى تعرف برحبة أزدمر، وكانت بالدرب المذكور أعلاه، عرفت بالأمير عز الدين أزدمر الأعمى الكاشف، لأنها كانت أمام داره. انتهى. (قلت): وإلى الآن موجود أثر هذه الرحبة تجاه زاوية ابن العربى، وهو مربع الشكل، وبوسطه شجرة لبخ، وبه دار السيد المحروقى كما سيأتى:
وكان بها أيضا حمام ابن علكان. قال المقريزى: أنشأه الأمير شجاع الدين عثمان بن ابن علكان، ثم انتقل إلى الأمير علم الدين سنجر الصيرفى، وما زال إلى أن خرب بعد سنة أربعين وسبعمائة. (انتهى).
[[قيسارية بيبرس]]
وكان برأس هذه الحارة قيسارية تعرف بقيسارية بيبرس. قال المقريزى: هذه القيسارية على رأس باب الجودرية من القاهرة كان موضعها دارا تعرف بدار الأنماط اشتراها وما حولها الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكيرى قبل ولايته السلطنة وهدمها، وعمر موضعها هذه القيسارية والربع فوقها، وتولى عمارة ذلك مجد الدين بن سالم الموقع، فلما كملت طلب سائر تجار قيسارية جهاركس وقيسارية الفاضل، وألزمهم بإخلاء حوانيتهم من القيساريتين وسكناهم بهذه القيسارية، وأكرههم على ذلك، وجعل أجرة كل حانوت منها مائة وعشرين درهما