للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الرعاة يصطادونه بالرصاص، وكانت تلد فى الهيش وتخفى ولدها فيه إلى أن يكبر فيرعى مع أمه، وفى وقت احتراق المياه العذبة وغلبة المياه المالحة على البرك والخلجان كانت تنحاز تلك المواشى الجفالة، وتنضم إلى أماكن تعرفها، فى مائها عذوبة بحيث يمكن شربها، فكان الرعاة يكمنون لها عند تلك المياه ويصطادونها كثيرا، ثم إن هذه البرية كانت منقسمة إلى أنحاء متعددة كبرية بيلة، وبرية بلقاس، وبرية المعصرة، وبرية كفور الزاوية، ونحو ذلك، فكان كل قطعة منها تسمى باسم ما قاربها من القرى، وكانت المواشى التى تسرح فيها كثيرة جدا حتى قيل إنه كان لرجل يسمى النشاوى من أهالى بيلة جملة تايات ولد له فى تاية منها فى سنة واحدة مائة بكرية. وآخر يقال له أبو دومة من عرب البرلس، كان له بقر لا يحصى عدده ولا يعرف ما يؤخذ منه لكثرته.

والآن بسبب كثرة الزراعة الصيفية فى أرض الروضة وغيرها، امتنع دخول المياه فى هذه البرية فجفت أرضها وانقطعت منها الحشائش، وكثير منها دخل الزمامات وأعطى منه أباعد للأعيان.

وها نحن الآن بمقتضى أمر كريم من الخديوى إسماعيل باشا شارعون فى عمل تصميم لإجراء عمليات فيها لإصلاحها، وجلب الخصب لها بحيث يتأتى الانتفاع بها بالزرع والمرعى.

[(بلقس)]

قرية كبيرة من مديرية القليوبية بمركز شبرى الخيمة شرقى ترعة الشرقاوية بنحو ربع ساعة، وبحرى بهتيم بنحو ساعة، وشرقى ناحية كوم اشفين بنحو ربع ساعة، وبها جامع بمئذنة معمور تقام به الجمعة وزوايا للصلاة ومنزل مشيد البناء معد للضيوف لعمدتها السيد إسماعيل أبى الذهب.

وكان بها معمل لصناعة النيلة آثاره باقية إلى الآن، وبها معمل دجاج وجنائن ونخيل، ورى أطيانها من الشرقاوية والبولاقية والخليج المصرى، وفى زمن الفاطميين قد وقفها طلائع بن رزيك، على أن يكون ثلثاها على الأشراف من بنى سيدنا الإمام