من العمائر التى هى اليوم حول البركة الناصرية، ولا من العمائر التى فى خط قناطر السباع، ولا فى خط السبع سقايات إلى قنطرة السد، وإنما كانت بساتين وكنائس وديور للنصارى، فاستولى الحفر على ما حول كنيسة الزهرى وصارت فى وسط الحفر حتى تعلقت، وكان القصد أن تسقط من غير تعمد هدمها، فأراد الله تعالى هدمها على يد العامة، ثم لما تم حفر البركة نقل ما خرج منها من الطين إلى الزريبة، وأجرى إليها الماء من جوار الميدان السلطانى الكائن بأراضى بستان الخشاب عند موردة البلاط، فلما امتلأت بالماء صارت مساحتها سبعة أفدنة، فحكر الناس ما حولها وبنوا عليها الدور العظيمة، وما برح خط الناصرية عامرا إلى أن كانت الحوادث من سنة ست وثمانمائة، فشرع الناس فى هدم ما عليها من الدور، فهدم كثير مما كان هناك، والهدم مستمر إلى يومنا هذا. (انتهى).
(قلت): وجميع ما ذكره المقريزى فى ترجمة البركة الناصرية يدل على أنها هى التى كانت تعرف فى زمن الفرنساوية ببركة أبى الشامات، وكان موقعها على الخرطة التى رسمتها الفرنساوية فى غربى الجنينة المعروفة بجنينة وهبى بيك من الجهة البحرية، وكان مرسوما بجوارها من الجهة الشرقية تل أثره باق إلى الآن فى الزاوية الغربية للجنينة المذكورة.
وهذه البركة كانت تمتد من بوابة الناصرية إلى شارع السيدة زينب الموصل إلى القصر العالى، ومن حقوقها ديوان المالية الذى كان بيتا لإسماعيل باشا المفتش، وكذلك المبانى المقابلة له، الكائنة على الشارع العمومى.
وكان بحريها غيط يعرف يغيط أبى الشامات.
[[غيط المجلس]]
وفى شرقيها غيط قاسم بيك الذى هو الآن بيد ورثة وهبى بيك، وكان يعرف فى زمن الفرنساوية بغيط المجلس، لأن ذوى المعارف من الفرنساوية الذين حضروا مع نابليون بونابرت نزلوا بقرب هذا الغيط، بالمنزل المعروف ببيت حسن كاشف الذى هو الآن مدرسة المبتديان يعرف الغيط بغيط المجلس من أجل ذلك، وكان قبلى الغيط المذكور الطريق العام، وكان السالك فيه إلى القصر العالى يجد عن يمينه غيط قاسم بيك، وعن يساره غيط إبراهيم جاويش، وكان كبيرا ممتدا إلى الخليج، ومن ضمنه الآن بيت حبيب أفندى، وبيت حافظ بيك،