هو اليوم الذى استنار بطلعته الوجود، وأضاءت منه عوالم الغيب والشهود، قد جرت عادة الممالك الإسلامية شرقا وغربا، بالاحتفال به، وتعظيمه وإجلاله، ولم يحدث ذلك إلا بعد القرون الفاضلة الثلاثة التى شهد رسول الله-ﷺ-بخيريتها، غير أنه بدعة حسنة، لاشتمالها على الإحسان للفقراء، وتلاوة القرآن الكريم، والذكر، والصلاة على رسول الله ﷺ، وإظهار السرور والفرح بمولده الشريف.
ولقد أثنى الإمام الكبير أبو شامة شيخ النووى فى رسالة له سماها «الباعث على إنكار البدع والحوادث» مزيد الثناء على الملك المظفر صاحب إربل، المتوفى سنة ٦٣٠ هـ بما كان يفعله من الخيرات فى هذه الليلة الشريفة، مما لم يحك بعضه عن غيره، وحسبك بثناء مثل هذا الإمام فى مثل تلك الرسالة دليلا على حسن هذه البدعة.
وسئل المحقق الولى أبو زرعة، المتوفى سنة ٨٢٦ هـ، وهو الإمام العلامة، والقدوة الفهامة شيخ السادة الشافعية قديما أحمد بن عبد الرحيم بن العراقى عن فعل المولد أمستحب أم مكروه، وهل ورد فيه شئ، أو فعله من يقتدى به؟ فأجاب بقوله: الوليمة وإطعام الطعام مستحب فى كل وقت، فكيف إذا انضم لذلك السرور بظهور نور النبوة فى هذا الشهر الشريف، ولا نعلم ذلك عن السلف، ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها، فكم من بدعة مستحبة، بل واجبة إذا لم ينضم لذلك مفسدة. (اه بالحرف).