[ترجمة قاضى القضاة الفاضل الشيخ محمد بن عمر الفارسكورى]
فمن علمائها كما فى (خلاصة الأثر): الأستاذ الفاضل الشيخ محمد بن عمر بن محمد بن أبى بكر الملقب بتقى الدين، قاضى القضاة الفارسكورى المصرى المولد، نزيل قسطنطينية، من أفضل فضلاء الزمان، وأبلغ البلغاء نظما ونثرا وبراعة، وكان وهو بمصر اتصل بخدمة قاضيها شيخ الاسلام يحيى بن زكريا، وتوجه بخدمته إلى الديار الرومية، وأقام بها، ولازم على قاعدتهم، ودرس هناك، وما زال عند المولى المذكور فى المكانة المكينة إلى أن دبت لأجله عقارب الحسد من حواشيه وندمائه، وطفقوا يركبون الصعب والذلول فى ذمه، فأبعده عن مجلسه وأقصاه، فلزم العزلة وغضت عنه الأبصار، ورمى فى زاوية الهجران، وله فى ذلك أشعار ورسائل يشير بها إلى سوء معاملتهم معه، ومنها أبياته المشهورة التى يقول فيها:
من الرأى ترك الترك إنى بلوتهم … فلم أرهم فى الخير يوما ولا الشر
وكم من جهول بى ولم يدر جهله … ولم يدر على أنه بى لا يدرى
مدحت فلم ينجح هجوت فلم يفد … وعهدى بأشعارى تؤثر فى الصخر
فلا يأملوا من بعد خيرى كما مضى … فقد حيل بين الخير وليأمنوا شرى
ولا يطمعوا فى المدح منى ولا الهجا … فقد شط شيطانى وتبت عن السحر
وأدت العذارى من بنات خواطرى … بقلبى وأم الشعر طلقها فكرى