للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

آخرها فى سنة ألف ومائتين وثمانية عشر، وذلك كما فى الجبرتى: أنه فى ابتداء ما كان العزيز محمد على باشا واليا على مصر، كانت الفتن متراسلة، والحروب غير منقطعة بين عساكره وعساكر المماليك، وفى أثناء ذلك حصل بينه وبين عساكره وحشة بسبب جماكيهم وعلوفاتهم، فقاموا عليه وحاربوه، وأخرجوه من مصر بمعونة طاهر باشا، ثم قامت الينكشارية على طاهر باشا وقتلوه.

وذهب محمد باشا إلى المنصورة، ثم منها إلى دمياط، وبقى بفارسكور إبراهيم باشا ومملوكه سليم كاشف حاكم المنوفية بجملة من العسكر، فتحصنوا بها، فسار إليهم حسن بيك أخو طاهر باشا بطائفة وتحارب معهم، فملك منهم فارسكور فنهبوها وأحرقوها وفسقوا بنسائها، وفعلوا ما لا خير فيه، وقتل سليم كاشف، ثم إن بعض أكابر العساكر المهزمين أرسل إلى حسن بيك يطلب منه الأمان، وكان ذلك خديعة منهم، فأرسل لهم أمانا فحضروا إليه، وانضموا لعساكره، وهم مع ذلك يراسلون أصحابهم، ويشيرون عليهم بالعود فعادوا وتأهبوا للحرب ثانيا، فخرج إليهم حسن بيك بعساكره وخلفه المنضافون إليه، فلما التحم الحرب بينهم، كان حسن بيك مع عساكره فى وسط أعدائهم، فنالوا منهم وأثخنوهم، وقتلوا منهم جماعة عظيمة، وانهزم باقيهم إلى فارسكور، فتلقاهم أهل البلدة وكملوا قتلهم بالنبابيت والمساوق والحجارة جزاء لما فعلوه معهم، ولم ينج منهم إلا من كان فى عزوة أو هرب إلى جهة أخرى، وحضر جماعة منهم إلى مصر فى أسوأ حال. انتهى.

ثم عمرت هذه البلدة ثانيا، وزالت عنها تلك الشدائد فى زمن العزيز محمد على وأنجاله من بعده إلى الآن، وهى بلدة ذات اعتبار قديما، ونشأ منها علماء وأفاضل.