للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[قوص]

فى كتاب: (تقويم البلدان) نقلا عن كتاب: (مشترك البلدان) أنها - بضم القاف وسكون الواو ثم صاد مهملة - مدينة بالصعيد الأعلى، وليس بأرض مصر بعد الفسطاط مدينة أعظم منها، وهى فرضة التجار من عدن، وهى على حافة النيل من البر الشرقى انتهى.

ويقال لها أيضا: (قوص بربر) و (قوص الأقصرين)، وسماها الرومانيون: (أبلوّنو بوليس باروا)، وكانت فى الأعصر الخالية من المدائن الشهيرة جدا، وكان يسكنها - على ما قاله المقريزى - خلق من المريس من أهل النوبة، وقد زعم بعضهم أنها طيوه أوطيس الكبرى، والصحيح أنها (محل أبولينو بولس بروا) كما ذكره «إسترابون، والأب جيورجى» وأنكر ذلك كترمير بعد أبحاث، وفى كثير من الكتب أنها كانت مركز القوافل والتجارة الواردة من عدن ومن البلاد السودانية، قال ابن جبير فى رحلته فى آخر القرن السادس أن قوص مدينة حفلة الأسواق، متسعة المرافق، كثيرة الخلق لكثرة الصادر والوارد من الحجاج والتجار اليمنيين والهنديين وتجار الحبشة، لأنها مخطر للجميع ومحط للرحال ومجتمع الرفاق، وملتقى الحجاج المغاربة والمصريين والإسكندريين ومن يتصل بهم، ومنها يفوّزون بصحراء عيذاب وإليها انقلابهم فى صدورهم من الحج. انتهى.

وبينها وبين قفط فرسخ على قول الياقوتى، وسبعة أميال على قول الإدريسى، وقال ابن الكندى إن فى قوص سائر أصناف التمر، والحطب الكارمى الذى لا رماد له، والفحم الجافى وسائر أنواع الأرطاب والكروم، ومعادن الذهب والجوهر، والنفط الذى ظهر سنة