وفى سنة إحدى وسبعين بعد الألف، لما كانت وقعة الصناجق المشهورة، وقتل فيها الطائفة الفقارية-كما ذكرنا ذلك فى الكلام على قرية صنافير-وقع القبض على إبراهيم كتخدا القيصر لى كتخدا الينكشارية، وحبس بالبرج إلى اصفرار الشمس وحكم بنفيه، فأرسل إلى بولاق وأرسل فى قارب منفيا إلى دمياط ونزل معه جماعة لكى ينزلوه من هناك منفيا إلى قبرس. وكان إبراهيم المذكور سيئ التصرف والمعاملة، وكانت توليته وتصرفه فى أواخر سنة خمس وستين وألف.
وفى سنة تسع وتسعين وألف، زمن ولاية حسن باشا السلحدار على مصر نفى إليها جملة أشخاص من طائفة العزب.
وفى سنة اثنتين ومائة وألف، زمن الوزير على باشا قامت طائفة الينكشارية على كتخدائهم جلبى جليل وسجنوه بالقلعة، وعينوا بدله محمد قباصقل، وأثبتوا على جلبى المذكور أنه قتل شخصا، وكتبوا ذلك كتابة، وأخذوا من على باشا الوزير بيورلديا بقتله، ثم قتلوه، وفى ثانى يوم جعلوا ثمانية أنفار أو ضاباشية شربجية فلم يقبلوا ذلك، فأوقعوا القبض عليهم، ونفوا بعضهم إلى دمياط، وبعضهم إلى رشيد والبعض إلى المنية.
وفى سنة أربع بعد المائة والألف، وقعت حادثة بين طائفة الجاووشية، ونفى جماعة منهم إلى دمياط.
وفى سنة تسع مائة وألف، قامت فتنة بباب الينكشارية بسبب البغداد لى، فاتفق السبعة بلكات على نفيه إلى قلعة عبد الصمد بثغر دمياط، فنفى إليها، وبعد قليل أرسلوا لأغات القلعة بقتله، فلما علم بذلك طلع على سور القلعة ورمى بالنار على العسكر الذين جاءوا بالأمر بقتله، ومنعهم من دخول القلعة ثم صير إلى الليل وهرب.
ا. هـ.
[[مطلب الكلام على فرس البحر ومنافعه]]
ثم رأيت فى تاريخ يتضمن أخبار مصر والقاهرة، أن السمكة التى يقال لها فرس البحر، تظهر فى دمياط.