ولشيخ الصوفية الشيخ أبى عبد الله الديرى الحنفى مائة نصف زيادة على ما تقدم يكون ذلك ستمائة نصف وعشرة أرطال خبز وثلاثة أرطال لحما كل يوم، وراويتى جمال وثلاثة علائف شعير مغربل وجملتها نصف وربع ويبه.
وشرط أن مريد حجة الفريضة يجرى عليه معلومة ومن يحج متنفلايؤتى ببدله، وأن الصوفية يلازمون الجامع، وأن حضور الدرس يكون على العادة، وأن ما بقى بعد تلك المصاريف يكون لأولاده ثم لعقبهم فإذا انقرضوا فلعتقائه ثم للحرمين الشريفين، وجعل النظر لنفسه ثم للأرشد فالأرشد من ذريته الذكور خاصة لكن بالاشتراك مع من يكون دوادارا كبيرا ومع كاتب السر مجتمعين غير منفردين، فإن تعذر نظر ذريته كان النظر للدوادار وكاتب السر معا، ويصرف لكل منهما خمسمائة نصف شهريا فإن تعذر فلحاكم المسلمين بالديار المصرية وتاريخ الحجة رابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، انتهى.
[ترجمة السلطان المؤيد]
والملك السلطان المؤيد هو كما فى الضوء اللامع للسخاوى (١): شيخ المحمودى، ثم الظاهرى برقوق المؤيد أبو النصر الجركسى الأصل ولد تقريبا سنة سبعين وسبعمائة وكان قدومه للقاهرة فى أول سنة ثلاث وثمانين أو آخر/التى قبلها فى السنة التى قدم فيها أنص والد الظاهر برقوق وهو ابن اثنتى عشرة سنة فعرض - وهو جميل الصورة - على الظاهر برقوق قبل سلطنته فرام شراءه من جالبه فاشتط فى الثمن ولم يلبث أن مات، فاشتراه الخواجا محمود شاد البزدى تاجر المماليك بثمن يسير فنسب محموديا لذلك، وقدمه لبرقوق وهو حينئذ أتابك العساكر فأعجبه فأعتقه، ونشأ ذكيا فتعلم الفروسية من اللعب بالرمح ورمى النشاب والضرب بالسيف والصراع وسباق الخيل وغير ذلك، ومهر فى جميع ذلك مع جمال الصورة وكمال القامة وحسن العشرة وأول ما كان فى الكثابية ثم فى الخاصكية ثم فى السقاة واختص بسيده إلى الغاية مع غضبه عليه بسبب نهيه غير مرة عن التهتك والميل إلى اللهو والطرب ولكن لم يعزله عن وظيفته ولا أبعده، ثم أنعم عليه بامرة عشرة فى سلطنته الثانية وذلك فى ثانى عشر صفر سنة أربع وتسعين وكان ممن سجن قبل ذلك من مماليكه فى فتنة منطاش بخزانه شمائل ونذر حينئذ: