للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مدارسه بعد امتحان المدارس الأميرية كالرسوم الجارية بها، وذلك بأن يصير الامتحان باحتفال يتزين كل عام بالذوات الكرام والعلماء الأعلام والأمراء الفخام.

وهذا الأمر هو الذى أضحت المدارس القبطية تفتخر به على مر الزمان وقد بلغه أن بعضا من قومه بالجهات القبلية نبذوا عنهم بعض عقائدهم الأرثدوكسية واتبعوا آراء أجنبية طارئة؛ فقام بنفسه فى برمهات سنة ١٥٨٣ للشهداء ليتفقد تلك الجهات، وعينت له مركب بخار من طرف الحكومة السنية حسب التماسه وزار مدن وبلاد وكنائس الوجه القبلى إلى أن بلغ إسنا واستمر فى هذا السفر ثلاثة أشهر، وبعد حصوله على إقناع وارتداد أولئك الأشخاص وضمهم للكنيسة عاد إلى مركزه.

وقد كان هذا البطريرك ذا حلم ووقار ونباهة حسن الإدارة سعيد الحظوظ، ولما حجبته أعباء رئاسة ديره الأولى قبل البطريركية عن التعمق فى بعض دقائق مهمة تستدعيها أحوال هذه الرتبة الكبرى كلف نفسه بعد ترقيه واختباره الأمور المثابرة على ما فاته.

وفى الحقيقة: كان كلما تقدّمت سنو رئاسته مع ما كان فيه من تلك التوفيقات المدنية تمتد مزاياه النافعة لقومه، واستمر فى الرئاسة سبع سنين وسبعة شهور وسبعة أيام، وتوفى ليلة عيد الغطاس أعنى ليلة ١١ طوبة سنة ١٥٨٦ الموافقة ١٨٧٠.

[الثانى عشر بعد المائة]

كيرلوس الخامس وهو البطريرك الحالى كان يدعى أولا يوحنا ولد فى بنى سويف سنة ١٥٤٨ للشهداء وتربى فى مديرية الشرقية مع عائلته، ولما بلغ سن الرشد رسم شماسا من مطران القدس ابنا ابراآم المتوفى، وفى سنة عشرين من عمره أعنى سنة ١٥٦٧ للشهداء ترهب بدير السيدة بالبراموس، وفى سنة ١٥٦٨ رسم قسيسا من أسقف المنوفية المتوفى ابناطربامون، وإذ كان قد سلم له تدبير أمور مجمع الرهبان بنفس الدير فظهر ناجحا فى المعرفة والسيرة رسم أغومانس (أعنى مدير القسوس أو رئيسهم) من البطريرك سلفه سنة ١٥٧٩، واستمر متعاطيا تدبير مجمع الرهبان من إرشاد وتأديب وسياسة على أحسن حال، وطالما رغب سلفه