ومن قرية الخرقانية نشأ أحمد بيك ناصر مفتش هندسة بحر الشرق دخل مكتب قليوب سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف وعمره نحو خمس سنين فتعلم به القراءة والكتابة وبعض المبادئ، ثم أفرز إلى مكتب أبى زعبل فى أول سنة أربع وخمسين، وفى أواخر سنة خمس وخمسين انتقل إلى المهندسخانة فأقام بها خمس سنين وخرج منها بعد أن تمم دروسها وكان من أجل فرقته، وعند خروجه منها جعل أسبيران ثانى بمرتب مائة قرش وتعيين، وبقى كذلك إلى سنة ست وستين ثم جعل مهندسا بمديرية المنوفية برتبة أسبيران أول بمرتب مائة وخمسين قرشا غير التعيين، ثم جعل ملازم ثانى بثلثمائة وستين قرشا وتعيين وفى أول سنة سبع وستين انتقل إلى ديوان المدارس بسبب مرض قام به وبعد شفائه تعين مع من تعين لعمل خريطة البحيرة، ولما كنت ناظرا على مدرسة المهندسخانة ببولاق زمن المرحوم عباس باشا انتخبته معلما فيها فكان من أجل/خوجاتها، وفى أواخر سنة إحدى وسبعين زمن المرحوم سعيد باشا تعين من ضمن مهندسين بمعيّة لينان باشا لعمل خرطة القنال (الخليج المالح) وأحسن إليه برتبة يوزباشى فكان رئيس فرقة وأقام فى هذا العمل سنتين، ثم انتقل إلى إدارة الهندسة بالديوان، وفى سنة ثمانين ترقى إلى الرتبة الخامسة المقابلة لرتبة الصاغقول أغاسى، وجعل معاونا أول فى هندسة تفتيش بحر الشرق بمعية بهجت باشا وبعد ثلاث سنين أحسن إليه بالرتبة الرابعة رتبة البيكباشى وجعل وكيلا على التفتيش المذكور.
ثم أحسن إليه برتبة قائم مقام وفى سنة تسعين انقسم التفتيش إلى قسمين فجعل إحداهما المديريات التى فى شرقى بحر الشرق وجعل المترجم مفتشا عليه وأعطى رتبة أمير ألاى، والقسم الثانى يشتمل على جزيرة البحرين أى الروضة وهى الغربية والمنوفية وجعل عليهما أحمد بيك عبد الله برتبة قائم مقام، ثم إن المترجم إنسان كريم الأخلاق حسن السّير لين العريكة محب لإخوانه يميل إلى فعل الخير، دقيق فى صنعته له اقتدار تام على الأعمال الهندسية، ودائما يحال عليه عمل المثلثات وحسابها والميزانيات الكبيرة المحتاجة إلى الدقة والضبط، فيقوم بها ويؤديها على أتم نظام، مع أنها من أدق الأعمال الهندسية وأصعبها.