دويرات يزرع فيها الورد فيسير إليها الخليفة يوما ويصنع له فيها قصر عظيم من الورد، ويخدم بضيافة عظيمة.
قال ابن الطوير عن الخليفة الآمر بأحكام الله وعمل له بالخاقانية وكانت من خاص الخليفة قصر من ورد فسار إليها يوما وخدم بضيافة عظيمة، فلما استقر هناك، خرج إليه أمير يقال له: حسام الملك فوصل إلى الخاقانية، وهو لابس لامة حربه والتمس المثول بين يديه، فأطلعوا الخليفة على أمره وحليته بالسلاح، فأمر بإحضاره فلما وقعت عليه عينه قال يا مولانا لمن تركت أعداءك-يعنى الوزير المأمون البطائحى وأخاه-وكان الآمر قد قبض عليهما واعتقلهما أأمنت الغدر والعهد قريب غير بعيد، فما أجابه إلا وهو على الرّهاويج من الخيل فلم تمض ساعة إلا وهو بالقصر، يعنى القصر الكبير بالقاهرة فمضى إلى مكان اعتقال المأمون وأخيه فزادهما وثاقا وحراسة انتهى باختصار.
ولعل الجامع ذا المنارة الذى بهذه البلدة هو الذى أنشأه الأمير عثمان كتخدا القازدغلى منشئ جامع الكيخيا بالأزبكية وزاوية العميان بالأزهر المترجم فى الكلام على جامعه بالأزبكية.
وفى كتاب وقفيته أنه جعل لجامع الخرقانية والمكتب الذى به جانبا من ريع وقفه، وأنه يصرف لإمامه فى السنة ستمائة نصف، ولاثنين مؤذنين أربعمائة وثمانون، وللفراش مائتان ومثله الوقاد وكذا البواب، ولخادم المطهرة سبعمائة وعشرون نصفا وللوازم الساقية مائة وثمانون نصفا وفى ثمن زيت الاستصباح فى السنة أربعمائة وعشرون نصفا، وفى ثمن الحصر أربعمائة وخمسون نصفا، وفى ثمن القناديل ستون نصفا، وفى ثمن المكانس ثلاثون نصفا، ولعشرة أيتام يتعلمون فى المكتب لكل واحد ظهر فارسكورى وشد وطاقية جوخ حمراء، ولمؤدبهم مثل واحد منهم، ويزاد له فى السنة مائتان وأربعون نصفا، وللجميع خمسة مقاطع منفلوطى وتوسعة عليهم فى رمضان مائة وعشرون نصفا ولمشايخ الناحية برسم ملاحظة الجامع والمكتب تسعون نصفا. انتهى.
وكان له بهذه الناحية أراض وقفها مع غيرها على هذا الجامع وغيره. انتهى.