وباب هذه الحارة فى وقتنا هذا مقابل لوكالة الفراخ التى هى وكالة الصابون الصغرى، فالداخل من بابها يجد عن يساره دربا يتوصل منه إلى دير كبير لرهبان النصارى، وهو منسوب إلى دير الطيور.
[كنيسة الشوام]
وبها كنيسة كبيرة ومدرسة أنشأهما رفلا عبيد أحد النصارى الشوام، لأنه كان يسكنها وموضع هذه الكنيسة والمدرسة كان فى القديم موضع دار ابن البقرى، صاحب المدرسة البقرية المتقدم ذكرها.
[المدرسة الفارسية]
وبها المدرسة الفارسية التى ذكرها المقريزى حيث قال: هذه المدرسة بخط الفهادين من أول العطوفية بالقاهرة، وكان موضعها كنيسة تعرف بكنيسة الفهادين، فلما كانت واقعة النصارى فى سنة ست وخمسين وسبعمائة هدمها الأمير فارس الدين البكى قريب الأمير سيف الدين آل ملك الجوكندار، وبنى هذه المدرسة. (اه). (قلت): وهى الآن متخربة، ولم يبق منها إلا موضع صغير خرب، وكان موضع هذه المدرسة إلى آخر الحارة من حقوق الحارة العطوفية، وكان باب العطوفية فى القديم فيما بين هذه المدرسة والدير، وكان بباب الحوانية حمام سنقر الأعسر، وموضعه الآن السبيل الذى يعلوه المكتب.
[ترجمة الأمير سنقر الأعسر]
وسنقر هذا هو - كما فى المقريزى - الأمير سنقر الأعسر أحد مماليك الأمير عز الدين أيدمر الظاهرى نائب الشام، وجعله دواداره، فباشر الدوادارية لأستاذه بدمشق. وبعد عزل سيده اشتراه الملك المنصور قلاوون، وولاّه نيابة الأستدارية، ثم سيّره فى سنة ثلاث وثمانين وستمائة إلى دمشق وأعطاه إمرة وولاه شد الدواوين بها وأستدارا.
فصارت له بالشام سمعة زائدة إلى أن مات قلاوون، وقام من بعده الأشرف خليل، فطلب سنقر إلى القاهرة، وعاقبه وصادره، فتوصل حتى تزوج بابنة الوزير شمس الدين السلعوس على صداق مبلغ ألف وخمسمائة دينار، فأعاده إلى حالته، ولم يزل إلى أن تسلطن الملك العادل كتبغا، واستوزر الصاحب فخر الدين بن خليل، وقبض على سنقر، وصادره وأخذ منه خمسمائة ألف درهم، وعزله عن شد الدواوين، وأحضره إلى القاهرة