للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(جامع المقياس)]

قال السيوطى «فى كوكب الروضة»: قال ابن المتوج: هذا الجامع عمره الملك الصالح نجم الدين أيوب بقلعة الروضة، وكانت قبالة بابه كنيسة، وكان بها بئر مالحة، وقال المقريزى (١): إن هذه الكنيسة تعرف «بابن لقلق» بطرك اليعاقبة. وقال إنه رأى البئر التى كانت قبالة باب المسجد الجامع، وأنها ردمت بعد ذلك، ولم يزل هذا الجامع بيد بنى الرداد، ولهم نوّاب عنهم فيه، ثم لما كانت أيام السلطان الملك المؤيد شيخ المحمودى هدم هذا الجامع فى رجب سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، ووسعه بدور إلى جنبه، وشرع فى عمارته فمات قبل فراغه منه، وقد جدده بعده الملك الظاهر جقمق (٢)، ووقف عليه وقفا، وأظن أن هذا الجامع كان موجودا من زمن الفاطميين من سنة خمس وثمانين وأربعمائة، ثم لما جاء الملك الصالح جدده، وأوسع فيه، ومما يدل على ذلك الكتابة التى كانت إلى وقت الفرنساوية على بابه بالقلم القرماطى على لوح من الرخام مثبت فوق الباب وسنذكرها بنصها عند الكلام على هذا الجامع فى مدة دخول الفرنساوية، ولما بنى حسن باشا المنسترلى كتخدا مصر فى زمن المرحوم عباس باشا سرايته بالروضة بجوار المقياس، هدمه وبنى عوضه مسجدا صغيرا دفن فيه.

[[مطلب فى الكلام على وصف جامع قايتباى] (جامع السلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى)]

قال السيوطى: هذا الجامع ثالث جامع أنشئ بالروضة وكان يقال له فى القرن الماضى «جامع الفخر». قال المقريزى: جامع الفخر بالروضة تقام


(١) انظر: الخطط، ج ٢، ص ٢٩٧.
(٢) الملك الظاهر أبو سعيد جقمق العلائى الظاهرى تولى ملك مصر سنة ٨٤٢ هـ وحكمها أربع عشرة سنة وعشرة شهور ويومان. وتوفى فى محرم سنة ٨٥٧ هـ. انظر: المنهل الصافى، ج ٤، ص ٢٧٥ - ٢٩٥