هذه الحمام بشارع الواسطى ببولاق بالقرب من الجامع المعلق له بابان، وهو معد للرجال والنساء ونصفه تابع للأوقاف والنصف الثانى وقف أهلى على حرم محمد بيك لاظ أغلى.
[حمام السروجية]
هو بشارع السروجية بين عطفتى المحكمة والحناء على يمنة السالك من باب زويلة إلى الصليبة، وهى من الحمامات القديمة التى عرفها المقريزى بحمام قتال السباع؛ فقال: هذه الحمام خارج باب القوس من ظاهر القاهرة فى الشارع المسلوك فيه من باب زويلة إلى صليبة جامع ابن طولون وموضعها اليوم بجوار جامع قوصون عمرها الأمير جمال الدين آقوش المنصورى المعروف بقتال السباع الموصلى بجانب داره التى هى اليوم جامع قوصون، فلما أخذ قوصون الدار المذكورة وهدمها وعمر مكانها هذا الجامع أراد أخذ الحمام وكانت وقفا؛ فبعث إلى قاضى القضاة شرف الدين الحنبلى الحرانى يلتمس منه حل وقفها فأخرب منها جانبا وأحضر شهود القيمة فكتبوا محضرا يتضمن أن الحمام المذكورة خراب وكان فيهم شاهد امتنع من الكتابة فى المحضر وقال: ما يسعنى من الله أن أدخل بكرة النهار فى هذا الحمام وأطهر فيها ثم أخرج منها وهى عامرة وأشهد بعد ضحوة نهار من ذلك اليوم أنها خراب فشهد غيره، وأثبت قاضى القضاة الحنبلى المحضر المذكور وحكم ببيعها فاشتراها الأمير قوصون من ورثة قتال السباع وهى اليوم عامرة بعمارة ما حولها اه.
(أقول): أصل بناء هذه الحمام بشكل حمامين واحدة برسم الرجال والأخرى برسم النساء، وكان لها بابان أحدهما للرجال والآخر للنساء ثم لما دخلت فى وقف أولاد أصيل بعد سنة أربعين ومائتين وألف سد ما بين البابين بحائط وجعلت حمامين؛ فحمام النساء اليوم هى التى داخل عطفة الحناء وحمام الرجال هى التى بشارع السروجية وهما عامران إلى اليوم ومستوقدهما واحد وجاريان فى وقف أولاد أصيل وملك الست حسن شاه وعليهما حكر لوقف السلطان الأشرف.