وكانت العادة أن الخلعة إذا خلقت أعيدت للخزانة، وصرف بدلها. ومن نظر إلى ما يكون بها من الزركش والجوهر والذهب، رأى أن الخلعة الواحدة تفوق الحد فى المصاريف.
وكانت خلع أكابر المئين من الأطلس الأحمر الرومى، وتحته الأطلس الأصفر الرومى، وعليها طراز وزركش مذهب بكلاليب من الذهب، وشاش لانس رفيع موصول بطرفيه حرير أبيض، مرقوم عليه ألقاب السلطان منقوش بالحرير الملون النقوش الباهرة، ومنطقة بالذهب مختلفة بحسب الرتبة، فأعلاها به البلخش والزمرد واللؤلؤ، وبيكارية مرصعة وغير مرصعة.
ومن تقلّد ولاية يعطى له سيف محلى بالذهب، وفرس بسرجه ولجامه، وله كنبوش من الذهب أيضا. وكان لكل منهم علامة تميزه بحسب الدرجة والولاية. وأما أمير أقل من مائة وأقل منه، فكل بحسبه.
وأجل خلع الكتّاب الكمخ الأبيض المطرز بالحرير الساذج، والسنجاب المقندس، وتحته كمخ أخضر، وبيقار مرقوم وطرحة، ودونها عدم السنجاب، ويكون القندس بدائر الكمّين فقط، ودونها ترك الطرحة، وهكذا لتميّز الدرجات.
وكانت خلع القضاة والعلماء من الصوف بغير طراز، ولهم الطرحة، وأجلها البيضاء، ثم الخضراء، ثم غيرهما.
وخلع الخطباء هى السواد، تحمل إلى الجامع من الخزينة، وهى دلق مدور، وشاش أسود، وطرحة سوداء، وعلمان أسودان، مكتوب فيهما بالأبيض أو بالذهب. وثياب المبلغ مثل ذلك، ما خلا الطرحة.
[[عادات منح الخلع والإنعامات والرواتب]]
وكان للسلطان عادات فى إعطاء الخلع، كابتداء جلوسه على الدست، وتشمل الخلع حينئذ سائر رجال الدولة، وقد خلع فى يوم إقامة الأشرف بن حسين بن محمد بن قلاوون ألف ومائتا خلعة، وكوقت اللعب بالكرة، فيخلع على الجوكندارية، ومن له خدمة فى ذلك، وكأيام الأعياد، وأوقات الصيد، فاذا سرح أحد مصيده أو أحضر غزالة أو نعامة خلع عليه بما يناسب قدره، وكذا يخلع على البردارية وحملة الجوارح، ومن يجرى مجراهم فى كل سنة عند أوان الصيد.
وكان ينعم على غلمان الطشتخانة والشرابخانة والفرشخانة، ومن يجرى مجراهم، وكذا من يصل إلى الباب من الأغراب زائرا، أو مهاجرا من مملكة أخرى تدر عليه أنواع العطايا والأرزاق والخلع على حسب حاله، وكذا التجار الذين يبيعون من متاجرهم للسلطان يخلع عليهم، فضلا عمالهم من الرواتب الدائمة من الخبز والتوابل والحلوى، والعليق