للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أميرا على الحاج فى الدولة الأشرفية غير مرة، ثم مرض وتعطّل وبطل أحد شقيه، وأخرج الأشرف أقطاعه، فلم يلبث أن مات فى التاسع والعشرين من ذى الحجة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، وكان مشكور السيرة وله صدقات ومعروف.

أنشأ مدرسة صغيرة بالقرب من ميدان الخيل ببركة الناصرى تجاه داره القديمة، ووقف عليها أوقافا انتهى.

وهذه المدرسة تعرف الآن بجامع أبى اليسر وقد ذكرناه فى الجوامع.

[المدرسة القراسنقرية]

قال المقريزى: هذه المدرسة تجاه خانقاه الصلاح سعيد السعداء فيما بين رحبة باب العيد وباب النصر، كان موضعها وموضع الربع الذى بجانبها الغربى مع خانقاه بيبرس وما فى صفّها إلى حمام الأعسر وباب الجوانية، كل ذلك من دار الوزارة الكبرى. أنشأها الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى نائب السلطنة سنة سبعمائة، وبنى بجوارها مسجدا معلقا ومكتبا لقراءة الأيتام، وجعل بهذه المدرسة درسا للفقهاء، ووقف على ذلك داره التى بحارة بهاء الدين وغيرها.

ولم يزل نظر هذه المدرسة بيد ذرية الواقف إلى سنة خمس عشرة وثمانمائة ثم انقرضوا، وهى من المدارس المشهوره.

[ترجمة قراسنقر]

وهو قراسنقر بن عبد الله الأمير شمس الدين الجوكندار المنصورى صار إلى الملك المنصور قلاوون، وترقى فى خدمته إلى أن ولاّه نيابة السلطنة بحلب، فلم يزل فيها إلى أن مات الملك المنصور، وقام من بعده ابنه الملك الأشرف خليل، فعزله لما توجه إلى فتح قلعة الروم، وعاد بعد فتحها إلى حلب، ثم لما خرج السلطان من مدينة حلب خرج فى خدمته، وتوجه مع الأمير بدر الدين بيدرا نائب السلطنة بديار مصر فى عدّة من الأمراء لقتال أهل