وهذه ترجمة ابن خلكان كما فى حسن المحاضرة للسيوطى فى ذكر من كان بمصر من المؤرخين هو قاضى القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم الأربلى الشافعى صاحب وفيات الأعيان ولد سنة ستمائة وأجاز له المؤيد الطوسى وتفقه بابن يونس وابن شداد، ولقى كبار العلماء وسكن مصر مدة وناب فى القضاء بها ثم ولى قضاء الشام عشر سنين، ثم عزل فأقام بمصر سبع سنين، ثم رد إلى قضاء الشام.
قال فى العبر كان سريا ذكيا إخباريا عارفا بأيام الناس، مات فى رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة انتهى.
وفى كتاب كترمير نقلا عن كتاب السلوك أنه هو شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبى بكر بن خلكان البرمكى الشافعى ينسب إلى عائلة البرامكة، وأمه من ذرية ابن أيوب رفيق الإمام أبى حنيفة، ولد بمدينة أربل يوم الخميس حادى عشر ربيع الثانى سنة ستمائة وثمانية هجرية موافقة لسنة ألف ومائتين وإحدى عشرة ميلادية مات أبوه بعد ولادته بسنتين.
وكان عالما يدرس بمدرسة مظفر الدين بمدينة أربل وتربى بها إلى سنة عشرين بعد الستمائة ثم سافر إلى حلب ليأخذ عن علمائها واجتمع بعز الدين بن الأثير المؤرخ المشهور، قال المترجم دخلت مدينة حلب يوم/الثلاثاء أول شهر القعدة سنة ست وعشرين، وكانت حلب إذ ذاك تخت بلاد المشرق وكانت مجمع العلماء والفضلاء فأخذت عن الشيخ موفق الدين فقرأت عليه الملمع لابن جنى ولذت بأشهر القضاة والمؤرخين أبى المحاسن بهاء الدين بن شداد، وكان له صحبة ومعزة لوالدى وتربيا جميعا فى مدرسة الموسم وقرأ بها العلوم، وقد أوصاه السلطان بى وبأخى، وكان أخى قد اجتمع به قبل إجتماعى به بقليل، فاحتفل بنا وأسكننا فى مدرسته وأوسع فى إكرامنا فرتب لنا فوق ما يكفينا وأقمنا عنده مكرمين إلى أن مات فانقطع الدرس بعد موته إذ لم يكن هناك وقتئذ من يدرس فى كل الفنون غيره.