انت وكذب أبوك وكذبت أمك، فغضب ابن عبد الحكم وترك مجلس الشافعى وتقدم وجلس فى الطاق وترك طاقا بين مجلس الشافعى ومجلسه، وجلس البويطى فى مجلس الشافعى فى الطاق الذى كان بجلس فيه.
وقال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: رأيت أبى فى المنام فقال لى يا بنى عليك بكتاب البويطى فليس فى الكتب أقل خطأ منه، وقال الربيع بن سليمن: كنت عند الشافعى أنا والمزنى وأبو يعقوب البويطى، فنظر إلينا وقال لى: أنت تموت فى الحديث، وقال للمزنى هذا لو ناظره الشيطان لقطعه أو جدله، وقال للبويطى: أنت تموت فى الحديد.
قال الربيع فدخلت على البويطى أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه مغلولة يداه إلى عنقه، وقال الربيع أيضا كتب إلىّ أبو يعقوب من السجن إنه ليأتى علىّ أوقات لا أحس بالحديد أنه على بدنى حتى تمسه يدى، فإذا قرأت كتابى هذا فأحسن خلقك مع أهل حلقتك، واستوص بالغرباء خاصة خيرا، فكثيرا ما كنت أسمع الشافعى ﵁ يتمثل بهذا البيت.
أهين لهم نفسى لأكرمهم بها … ولن تكرم النفس التى لا تهينها
وأخباره كثيرة، وتوفى يوم الجمعة قبل الصلاة فى رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين فى القيد والسجن ببغداد، وقبل سنة اثنتين وثلاثين والأول أصح، وقال ابن الفرات فى تاريخه توفى ﵀ يوم الثلاثاء فى رجب والله أعلم انتهى.
وفى القاموس الطاق ما عطف من الأبنية جمعه طاقات، وطيقان وضرب من الثياب والطيلسان أو الأخضر منه وبلدة بسجستان وحصن بطبرستان انتهى والمراد هنا المعنى الأول.