للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والنصبة عبارة عن بنيان متين من الآجر الجيد والمونة القوية من الجير والطين أو الرمل الجبلى بجعل ذلك البناء فى عرض البحر ويكون فى الشاطئين على أرصفة متينة فى الأمام والخلف على قدر اللزوم، وبجعل ارتفاع البناء بنسبة أعلى الأراضى التى هو لها، وإذا كان البحر مختصا ببلد واحدة جعل فى فمه قنطرة لها فرش وعتب وأرصفة وتجعل فتحتها بنسبة الأطيان التى هى لها، وإذا كان لجملة بلاد احتاج لنصبة ينقسم بها فيعمل الفرش ويرفع البناء جميعه من جهة الأمام ينسبة الأراضى ومن جهة الخلف يأخذ فى الميل فى كل بحر من الأبحر التى ينقسم إليها حتى يجتمع فى أرض البحر المذكور، ويعطى كل بحر عرضا بنسبة الأطيان التى يرويها ويحفظ ذلك العرض بعتب وحجر من الصوان، والفرش اللازم لكل بحر يختلف امتداده بحسب الانحدار، فتارة يكون خمسة أذرع فى الأبحر القليلة الانحدار، وتارة يكون أكثر من ذلك إلى خمسة وعشرين ذراعا على حسب شدة جريان الماء وخفته.

إطفيح (١)

هذه المدينة من المدائن القديمة بالديار المصرية ومذكورة فى مؤلفات استرابون وبطليموس وخطط أنطونان وخطط الرومانيين باسم أفرودتيوبوليس التى كانت رأس مدينة تعرف بمديرية أفرودتيوبوليس، وكون إطفيح فى محل مدينة أفرودتيوبوليس (٢) هو مقتضى الأبعاد المقدرة لها فى تلك المؤلفات، وهو أيضا/ مقتضى ما ذكره أنطونان أن من هذه المدينة إلى أنصنا مائة وعشرين ميلا رومانيا، والبعد بين إطفيح وأنصنا لا يفرق إلا خمسة أميال عن هذا المقدار وهو فرق يسير لا يوجب تغايرهما.

وذكر استرابون أن أهالى هذه المدينة كانوا يربون بقرة بيضاء ويحترمونها وقد علم من الكتابة القديمة أن هذه البقرة كانت علما على المقدسة إزيس، وكانوا يرسمون المقدسة تارة فى صورة بقرة وهوروس ابنها يرضعها، وتارة فى صورة إنسان رأسه رأس بقرة، وكما أن مدينة أفرود تيوبوليس كانت رأس مديرية كذلك كانت بعدها مدينة إطفيح رأس مديرية مدة.

وهى بلدة كبيرة قديمة واقعة على يمين النيل ينسب اليها خطها فيقال شرق إطفيح.


(١) وردت فى القاموس الجغرافى: أطفيح. انظر: ق ٢ ج ٣، ص ٥٢.
(٢) يقصد: أفروديتوبوليس. Aphroditopolis انظر: إبراهيم نصحى: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ٢/ ٣٤٤.