قال ودفن أيضا بتربة أبى الشوارب المذكور إسماعيل جرجا، وكان أصله خازندار إيواظ بيك، أمره إسماعيل بيك ابن سيده، وقلّده الصنجقية ومنصب جرجا، فلذلك لقب بجرجا، ولم يزل فى إمارته حتى قتل مع ابن سيده فى ساعة واحدة، ودفن معه فى المدفن المذكور. (انتهى ملخصا).
[غيط الطواشى]
وكان بجوار هذا المدفن غيط كبير يعرف بغيط الطواشى، تباع فيه الخضراوات ونحوها، قد زال فى التنظيم، وبنى الآن فى بعض أرضه القره قول الجديد المعروف بقره قول عابدين، وذلك فى سنة تسعين ومائتين وألف مدة نظارتى على ديوان الأشغال، وبلغت تكاليفه مع قره قول باب الحديد نحو اثنى عشر ألف جنيه مصرية، وكان الغرض إنشاء جميع قره قولات المحروسة بهذا الشكل، لكن لقلة النقود تأخر المجهود، والآن مقيم بقره قول عابدين هذا معاون الثمن، وبيت الصحة الطبية.
وبآخر حارة الهدارة أيضا دار الأمير شريف باشا بجوار الجامع، وهى دار كبيرة جدا، بها فناء متسع، وجملة حجر ومقاصير، وفيها بستان كبير، وكان أصلها دار الأمير رضوان بيك أبى الشوارب، ثم صارت تنتقل إلى أن دخلت فى ملك الأمير شريف باشا المذكور، فهدمها وأدخل فيها عدة دور كانت بجوانبها، وبناها بناء محكما، وعمل بها بستانا، وبقيت بيده، إلى أن توفى بعد سنة ثمانين ومائتين وألف، ثم انتقلت إلى ملك ابنه على باشا شريف، وهو ساكن بها إلى الآن، وكان خلفها بركة لطيفة تعرف ببركة أبى الشوارب، أنشأها أبو الشوارب برسم داره لتشرف عليها، وهى الآن فى ملك على باشا شريف، ردمها وعمل بها اصطبلا لخيوله.
ثم إن برأس حارة الهدارة زاوية الكرداسى، بداخلها ضريح الشيخ محمد الكرداسى، الذى عرف الشارع به، يعمل له حضرة كل أسبوع ومولد كل عام، وهذه الزاوية كانت واهية، فجدّدها الأمير شريف باشا الكبير سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، وهى مقامة الشعائر من أوقافها إلى الآن.