للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وهى شارع المظفّر - وباب الوزير، فقتل كثير من الفريقين، وخرّبت بيوت، ثم أخذت العساكر تنضم إلى العادل، حتى اضطر جانبلاط إلى الفرار، فقبض عليه وسجن بالإسكندرية حتى مات.

***

[تولية السلطان طومان باى الأشرفى]

وتولى السلطنة بعده السلطان طومان باى الأشرفى سنة ست وتسعمائة، وبايعه القضاة وغيرهم، ولقّب بالملك العادل، وهو مملوك الأشرف قايتباى، فأقام بها سبعة أشهر، وبنى بها مدرسته العادلية، وتربته التى خارج باب النصر، وكانت من أجمل المبانى، ولم يبق منها إلا القبّة التى على يسار الذاهب إلى العباسية، وتعرف الآن بقبة الفداوية.

وكان آخذا حذره من الأمراء، وهم آخذون حذرهم منه، لما كان بينهم من البواطن، فلما كان يوم العيد، أراد القبض على بعضهم، فاستشعروا بذلك، فحزّبوا الأحزاب، وقاموا عليه قومة واحدة، ومعهم الأمراء، الذين كانوا مختفين من مدة جانبلاط، فلم يجد بدا من الفرار، وقيل إنه قتل.

***

[تولية السلطان أبى النصر قانصوه الغورى]

ثم تولى المملكة بعده السلطان أبو النصر قانصوه الغورى سنة ست وتسعمائة، ولقّب بالملك الأشرف، فأقام بها خمس عشرة سنة وتسعة أشهر. وكان جبارا، كثير القتل والسفك، وله عدة مبان ومبار، قمع الأمراء، وأذل المعاندين، وأخاف المفسدين، فأمّن السبيل، وسكّن الفتن.

ورتّب للأزهر كل رمضان ستمائة وسبعين دينارا ومائة قنطار عسلا، وخمسمائة إردب قمحا، وبنى دائرة الحجر الشريف، وبعض أروقة المسجد الحرام، وباب إبراهيم، وجعل علوّه قصرا شاهقا، وتحته ميضأة، وبنى فى طريق الحاجّ المصرى عدة خانات وآبار.

وأنشأ بالقاهرة مدرسته، بسوق الجملون، ومدفنا فى مقابلتها، على جانبى سوق الغورية وأنشأ المنارة المعتبرة بالأزهر والبستان تحت القلعة، والسبع السواقى لمجرى الماء، من مصر العتيقة إلى القلعة، وعمّر بعض أبراج الإسكندرية، وغير ذلك من العمارات الكثيرة النافعة.