هذا الجامع بشارع سوق الزلط تجاه جامع الزاهد بالقرب من منزل الشيخ العروسى.
أنشأه الشيخ أحمد الشهير بالعريان المتوفى سنة أربع وثمانين ومائة وألف، وهو يشتمل على ستة عشر عمودا من الرخام غير عمودى المحراب، وكان قد حصل فيه خلل فعمره ناظره الشيخ مصطفى العروسى وقام بشعائره جميعها، ويتبعه صهريج بأعلاه مكتب، وله أوقاف جارية عليه، ويعرف أيضا بجامع أبى بدير وهى كنية الشيخ أحمد العروسى صهر الشيخ العريان، وقبره به كما ذكرنا ذلك فى الكلام على منية عروس.
[ترجمة الشيخ العريان]
وفى الجبرتى من حوادث سنة أربع وثمانين ومائة وألف: أن الشيخ العريان هو الولى العارف بالله تعالى أحد المجاذيب الصادقين الأستاذ الشيخ أحمد بن حسن النشرتى الشهير بالعريان كان من أرباب الأحوال والكرامات، ولد فى أول القرن وكان أول أمره الصحو ثم غلب عليه السكر فأدركه المحو، وكان له فى بدايته أمور غريبة وكان كل من دخل عليه زائرا يضربه بالجريدة، وكان ملازما للحج فى كل سنة ويذهب إلى موالد سيدى أحمد البدوى المعتادة، وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب وإذا قرأ قارئ بين يديه وغلط يقول له: قف فإنك غلطت، وكان يلبس الثياب الخشنة وهى جبة صوف وعمامة صوف حمراء يتعمم بها على لبدة من صوف ويركب بغلة سريعة العدو وملبسه دائما على هذه الصفة، وكان شهير الذكر يعتقده الخاص والعام وتأتى الأمراء والأعيان لزيارته والتبرك به ويأخذ منهم دراهم كثيرة ينفقها على الفقراء المجتمعين عليه.
وأنشأ مسجده تجاه جامع الزاهد بجوار داره وبنى بجواره صهريجا وعمل لنفسه مدفنا وكذا لأهله وأقاربه وأتباعه، واتحد به الشيخ أحمد العروسى واختص به اختصاصا زائدا فكان لا يفارقه سفرا ولا حضرا وزوجه إحدى بناته وهى أم أولاده، وبشّره بمشيخة الجامع الأزهر والرياسة فعادت عليه بركته وتحققت بشارته، وكان مشهورا بالاستشراف على الخواطر. توفى رحمه الله تعالى فى منتصف ربيع الأول وصلى عليه بالأزهر ودفن فى قبره الذى اعده لنفسه فى مسجده اه.
وعلى كل من ضريحه وضريح الشيخ أحمد العروسى مقصورة عملها ذرية الشيخ العروسى وله مولد يعمل كل سنة.