فى خطط المقريزى فى الكلام على الديورة ما نصه:«قال ياقوت طمويه بفتح الطاء وسكون الميم وفتح الواو وياء ساكنة، قريتان إحداهما فى كرة المرتاحية والأخرى بالجيزة»، انتهى.
فالتى فى المرتاحية كانت من أعظم مدن مصر، وكان بها حاكم وأسقفية وظهر منها فى زمن النصرانية كثير من الأحبار كما ذكر ذلك (أميان مرسلان)، وتذكر كثيرا فى كتب القبط وكان يقال لها طموى أو طمويس، وحقق (دنويل) أنها كانت فى محل طمية الموجودة فى إقليم المرتاحية والدقهلية، وقال هيرودوط: إنها قاعدة إقليم، وقال بطليموس: إنها من إقليم منديس بالوجه البحرى، وهذا يوافق ما ذكره (بلين) فإنه لما ذكر أقسام مصر لم يتكلم على خط طمويه وتكلم على خط منديس، ويمكن التوفيق بينهما باحتمال أنهما كانا رأسى خطين، ثم صار الخطان خطا واحدا رأسه مدينة طمويه.
وأما التى فى الجيزة ففى بعض الكتب القبطية تسميتها طاموه، وفى بعضها طموه بشد الميم، وفى موضع من خطط المقريزى سماها دموه بالدال، وفى كتابه السلوك ما يفيد أنها كانت رأس خط فإنه قال إنه أقطع للأمير (طاز) خط طمويه بالجيزة، انتهى.
وفى آخر زمن النصرانية كانت عامرة، وتذكر كثيرا فى كتب الأقباط خصوصا فى تاريخ بطاركة الإسكندرية، وأسقفها معدود من ضمن أساقفة الصعيد، ودير الشمع كان من أسقفيتها، ثم أخذت فى التأخر. قال بعض الإفرنج: معنى طمويه فى الأصل الجدى، وقيل: السبع أو اللبوة، وقيل: النور وقيل: معناه المينا أو المدينة، وفى زمن المقريزى كانت طمويه قرية صغيرة، ونقل عن (الشابسطى) أن طمويه الجيزية فى الغرب بإزاء حلوان، وديرها راكب البحر حوله الكروم والبساتين والنخيل والشجر، وهو نزه عامر آهل وله فى