النيل/منظر حسن، وحين تخضر الأرض يكون بساط من البحر والزرع، وهو أحد منتزهات أهل مصر المذكورة، ومواضع لهوها المشهورة، و ل (ابن أبى عاصم المصرى) فيه من البسيط:
واشرب بطمويه من صهباء صافية … تزرى بخمر كراهيت وعانات
على رياض من النوّار زاهرة … تجرى الجداول فيها بين جنات
كأنّ بنت الشقيق العصفرى بها … كاسات خمر بدت فى إثر كاسات
كأنّ نرجسها من حسنه حدق … فى خفية يتناجى بالإشارات
كأنما النيل فى مرّ النسيم به … مستلئم فى دروع سابريات
منازل كنت مفتونا بها شغفا … وكنّ قدما مواخيرى وحاناتى
إذ لا أزال ملما بالصبوح على … ضرب النواقيس صبا بالديارات
وهذا الدير عند النصارى على اسم (بوجرج)، ويجتمع فيه النصارى من النواحى.
وذكر المقريزى أيضا من ضمن كنائس منية ابن خصيب، كنيسة باسم (انبيلولى الطمويهى)، وذكر (أبو صلاح) أيضا أنها كانت على الشاطئ الغربى من النيل فى مقابلة حلوان وبها دير باسم بوجرج، يجتمع فيه نصارى البلاد المجاورة وكان موضوعا على لسان من الأرض داخل البحر، ويحيط به سور مستدير على وضع حسن، ومبان مشيدة، وكان به كثير من النصارى وكنيسة باسم (أبى مرقورا)، وبقربها قصر يصعد إليه بسلم فى داخل الكنيسة، ومن أعلاه يشاهد منظر فى غاية الحسن، ومن كل جهة ترى الجنات والأشجار ونخل البلح وكروم العنب وأرض مزروعة، وكان من أشهر منتزهات أهل الفسطاط، وقد بنى هو والكنيسة فى زمن الخليفة (الآمر)، بناه الشيخ (أبو اليمن) وابنه (أبو المنصور) وكان الوزير (الأفضل) يأتى للنزهة فى هذا الدير،