الخليج الذى يعرف اليوم بخليج فم الخور، وينتهى اللوق من الجانب الغربى إلى منشأة المهرانى، ومن الجانب الشرقى إلى الدكة بجوار المقس.
قال: وكان بأراضى اللوق خمس رحاب يطلق عليها كلها الآن رحبة باب اللوق، وبها تجتمع أصحاب الحلق، وأرباب الملاعب والحرف، كالمشعبذين والمخايلين والحواة والمتأففين وغير ذلك، فيحشر هنالك من الخلائق للفرجة ولعمل الفساد ما لا ينحصر، وكان قبل ذلك فى حدود ما قبل الثمانين وسبعمائة من سنى الهجرة، إنما تجتمع الناس لذلك فى الطريق الشارع المسلوك من جامع الطباخ بالخط المذكور إلى قنطرة قدادار (انتهى). (قلت): فيؤخذ من كلام المقريزى أن أرض اللوق كانت ممتدة إلى ساحل النيل، وكان أولها من الخط الكائن بين جامع الطباخ إلى آخر بستان الدكة المعروف الآن بجنينة زينب هانم، ومن جامع الطباخ إلى آخر منشأة المهرانى عند قنطرة السد.
[ترجمة منشأة الفاضل]
وأما منشأة الفاضل فملخص ما ذكره المقريزى عند الكلام على جامع منشأة المهرانى أن القاضى الفاضل كان له بستان عظيم فيما بين ميدان اللوق وبستان الخشاب الذى أكله البحر، وكان يمير مصر والقاهرة من ثماره وأعنابه، ولم تزل الباعة ينادون على العنب رحم الله الفاضل يا عنب إلى مدة سنين عديدة بعد أن أكله البحر، وكان قد عمر إلى جانبه جامعا، وبنى حوله فسميت بمنشأة الفاضل، وكان خطيبه أخا الفقيه موفق الدين الديباجى قد عمر بجواره دارا وبستانا، وغرس فيه أشجارا حسنة، فاستولى البحر على الدار والجامع والمنشأة، وقطع جميع ذلك حتى لم يبق له أثر، فسأل موفق الدين الصاحب بهاء الدين على بن حنا فى بناء الجامع وألح عليه، فتحدث مع الملك الظاهر بيبرس فى عمارة جامع هناك، فأمر بإنشاء الجامع المعروف بجامع منشأة المهرانى، بالأرض المعروفة بالكوم الأحمر، وكانت مرصدة لعمل أقمنة الطوب الآجرية، ووقف عليه بقية هذه الأرض فى شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وستمائة (انتهى)
(قلت): ومحل بستان الخشاب الآن هو معظم الأرض الواقعة تجاه القصر العالى وقصر العينى التى بها سراى داود باشا يكن وسراى يوسف باشا فهمى، وأما منشأة الفاضل فمحلها بعض الأرض التى عليها القصر العالى وقصر العينى. وأما منشأة المهرانى التى كانت عند