وقريب السراج البلقينى-ويعرف بالبلبيسى-ويقال إنها ليست التى بالشرقية، وإنما هى بلبيسة بالتصغير قرية من قرى حلب. ولد فى سابع شوال سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة، ومات فى ليلة افتتاح سنة تسع وخمسين وثمانمائة، وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم، ودفن بحوش سعيد السعداء. وكان عدلا مرضيا متحرزا فى شهاداته وألفاظه، ضابطا متقنا فيما يبديه، كثير التواضع، جوّد القرآن على أبيه، وقرأ على العسقلانى والفخر البلبيسى الضرير القراآت وحضر دروس البلقينى وولده، وابن الملقن، والدميرى. ولازم العراقى فى أماليه وغيرها نحو عشر سنين، وأثبت اسمه بخطه فى بعض مجالس إملائه، وصحب البرهان بن زقاعة فأخذ عنه، وسمع الحديث على غير واحد سوى من تقدم كابن أبى المجد، والتنوخى، والهيتمى، والبلقينى، والجمال عبد الله، وعبد الرحمن ابنى الرشيدى، والحلاوى، والتاج أحمد بن على الظريف، والنجم إسحاق الدجوى.
وكان نقيب الدروس فى غير موضع، وأحد الصوفية بسعيد السعداء، وأكثر من النظر فى كتب التاريخ وأيام الناس والحكايات-رحمه الله تعالى.
[ترجمة عمر بن على]
وأن عمر بن على بن أحمد بن محمد بن عبد الله السراج أبى حفص بن أبى الحسن الأنصارى الوادياسى الأندلسى التكرورى الأصل المصرى الشافعى ويعرف بابن الملقن؛ لأن وصيه الشيخ عيسى المغربى كان يلقن القرآن بجامع طولون فتزوج بأمه، فلذا عرف الشيخ به حيث قيل له ابن الملقن، وكان يغضب منها بحيث لم يكتبها بخطه، وإنما كان يكتب غالبا «ابن النحوى» وبها اشتهر فى بلاد اليمن.
ولد فى ربيع الأول ستة ثلاث وعشرين فى الثانى والعشرين منه، وقيل يوم السبت الرابع والعشرين منه-والأول أصح-بالقاهرة، وكان أصل أبيه أندلسيا فتحول منها إلى التكرور وأقرأ أهلها القرآن، وتميز فى العربية، وحصل مالا ثم قدم القاهرة فأخذ عنه الإسنوى وغيره ثم مات. ولما بلغ صاحب الترجمة سنة أوصى به إلى الشيخ عيسى المذكور ونشأ فى كفالته، فحفظ القرآن والعمدة وشغله مالكيا، ثم أشار عليه ابن جماعة أحد أصحاب أبيه أن يقرئه المنهاج الفرعى فحفظه، وذكر أنه حصل له منه خير كبير، وتفقه بالتقى السبكى.
والجمال الإسنائى، والكمال النسائى، والعز بن جماعة. وأخذ فى العربية عن أبى حيان، والجمال ابن هشام والشمس محمد بن عبد الرحمن بن/الصائغ. وفى القراآت عن البرهان الرشيدى.
واجتمع بالشيخ إسماعيل الإنبابى، بل قال البرهان الحلبى: إنه اشتغل فى كل فن حتى قرأ