تلك الديار. أدام الله عمرانها، وشيد بدعائم الدين القويم بنيانها، هذا ولا بد أن يكون فى بيتهم واحد منهم، هو الخليفة عليهم، وهذا أمر مشاهد لا شبهة فيه، وقد أشار إليه جدهم سيدى محمد البكرى الكبير، أبيض الوجه بقوله:
فى كل عصر منهمو سيد … مؤيد بالحق ما حى الريب
وقال شيخ السنة بمصر الشيخ عبد السلام اللقانى: كل الأنساب داخلها الكذب الآن، إلا نسبة البكرية للصديق، فإنها صحيحة، مقطوع بها.
ذكر هذه العبارة صاحب كتاب عمدة التحقيق فى بشائر بيت آل الصديق، المطبوع بمصر سنة ١٢٨٧ هـ.
وقد كانت لهؤلاء السادة مساكن متعددة: بقنطرة باب الخرق، وعابدين، وعلى الخليج تجاه زاوية جلال الدين، المشهورة بالجامع الأبيض، حيث سراى المرحوم سليم باشا الآن، وبالأزبكية بدرب الشيخ عبد الحق، وهو المنزل الذى كان مطلا على بركة الأزبكية، كما ذكرنا ذلك سابقا، وكان مختصا بعمل المولد النبوى الشريف فيه، وهو مراد الجبرتى حيث يقول: انتقل فلان لمنزله بالأزبكية لعمل المولد النبوى، وهم الآن بسراى الخرنفش مسكن وإنشاء المرحوم الحاج عباس باشا والى مصر سابقا، انتقلوا إليها عام ١٢٨٦ هـ، كما تقدم، ونحن ذاكرو هذا البيت الكريم هنا بطريق الإجمال، بلا تطويل ولا إخلال، مبتدئين بترجمة جدهم الأكبر، وأصل منبعهم الطيب الأطهر، سيدنا أبى بكر الصديق، خليفة رسول الله-ﷺ-تبركا به-﵁-فنقول:
[شذرة من ترجمة سيدنا ومولانا الإمام أبى بكر الصديق ﵁]
هو-﵁-أبو بكر عبد الله، وقيل عتيق ابن أبى قحافة عثمان بن عامر ابن عمرو، إلى آخر ما سيأتى فى نسبه المتصل إلى معدّ بن عدنان. يجتمع مع النبى-ﷺ-فى مرة بن كعب.
وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.
قيل: إنما سمى عتيقا؛ لأن رسول الله-ﷺ-قال له: أنت عتيق من النار. وقيل: إنما سمى عتيقا لرقة حسنه وجماله-﵁.