جامع بمئذنة، ولما حفرت الترعة الإسماعيلية انفصل الجامع عن البلد وصار فى الجانب الغربى لتلك الترعة.
وأغلب تكسب أهلها من زرع الخضر، وفيهم أرباب حرف بالقاهرة. وهذه القرية بقرب منية الشيرج، بل أكثر أطيانها من أطيان المنية، وفيها الساقية ذات الخمسة وجوه التى تكلم عليها المقريزى فى الكلام على مناظر الخلفاء، ونقلنا منه طرفا فى الكلام على تلك المنية. وهذه الخمسة وجوه باقية/إلى اليوم، وهى الآن فى ملك إبراهيم بيك أدهم فى داخل أطيانه التى بها، وقد ركب عليها دواليب تديرها البقر والخيل لسقى المزروعات الصيفية.
[ترجمة إبراهيم بيك أدهم]
وإبراهيم بيك أدهم، هو ابن المرحوم إبراهيم أغا ناظر اصطبلات شبرى، وجده عثمان أغا ناظر الاصطبلات أيضا نشأ فى صغره بقرية ناى من مديرية القليوبية، واشتغل بتعلم القراءة والكتابة فى سنة سبع وأربعين ومائتين وألف هجرية. وفى سنة ثمان وخمسين اشتغل بتعلم الكتابة التركية بديوان المعاونة، ثم بديوان الحقانية. ثم بديوان المالية. وفى سنة اثنتين وستين جعل مساعدا بقلم التحريرات التركية بديوان المالية بماهية سائة قرش، وتنقل فى ذلك القلم إلى أن صار فى سنة سبعين رئيسا عليه.
ثم انتقل إلى رياسة قلم العرضحالات بالخزينة المصرية، ثم إلى ديوان تفتيش الروزنامجة بوظيفة رياسة التحريرات التركية، وأحرز به الرتبة الرابعة، وذلك فى سنة اثنتين وسبعين، وبعد إلغاء هذا الديوان سافر فى سنة ثلاث وسبعين إلى الآستانة العلية مأمورا من طرف الحكومة بمعية المرحوم محمد باشا، وعند عوده فى سنة أربع وسبعين التحق بزمرة الكتاب التركية بالمعية السنية، واستقر بها حتى أحرز الرتبة الثالثة فى سنة سبع وسبعين ثم الثانية فى سنة تسع وسبعين، وصار يتنقل فى رياسة اقلامها ووظائفها إلى أن انفصل عنها فى سنة ثلاث وثمانين، وجعل يتنقل فى مأموريات الأقاليم ورياسة مجالسها والمحافظات وديوان الداخلية إلى سنة ست وثمانين، ثم جعل فى تلك السنة محافظا بالإسكندرية، ثم أعيد إلى المعية السنية بوظيفة ناظر قلم العرضحالات. وفى سنة سبع وثمانين جعل وكيل المصارفات الخديوية، ثم وكيل الخاصة وفى سنة ثمان وثمانين أعيد إلى المعية السنية كما كان أوّلا وأحرز بها رتبة