الاستدار ناصر الدين اسمعيل بن يغمور، ومنهم أمين الدولة أبو الحسن السامرى، وقد وجد عند هذا بعد قتله كثير من الذهب والفضة والجواهر، ومن النقود ثلاثة آلاف ألف دينار وعشرة آلاف مجلد من الكتب. انتهى.
[[الكلام على أجزاء الجيش]]
وقوله: وبقى الحرب بين القلبين، اعلم أن العادة من قديم أن يجعل لجيش الحرب ميسرة، وميمنة، وهما الجناحان، وقلب، وساقة، والساقة: هى آخر الجيش، والقلب وسطه وللقلب مقدمة، قال النوارى، والمقريزى: مقدمة القلب تسمى فى دولة الترك: بالجاليش، بالجيم أو الشين، وقال أحمد العسقلانى فى تاريخ مصر: الجاليش، هو: الطليعة، وهم جماعة يتقدمون أمام الجيش لكشف الطريق مثلا، ويقال لهم: اليزكية، ويقال: خرجوا من بلد كذا ليكونوا يزكا، وجعلهم يزكا فى مقابلة الإفرنج مثلا، ويقال: كان يزكه، وطلائعه لا تنقطع، وأصحابه الذين جعلهم يزكا فى مقابلة العدوّ، ويقال: خرج إلى يزكية الملك وحاربهم.
ويستعمل المؤرخون كلمة شاليش فى مقام اليزك تارة، وفى مقام الراية تارة أخرى، قال ابن خلكان: أما دولة الترك إلى هذا العهد بالمشرق، فيتخذون أولا راية واحدة عظيمة وفى رأسها خصلة من شعر يسمونها الشاليش أو الجتر، وقال ابن إياس فى تاريخ مصر: كانت عادة السلاطين المتقدمين إذا سافروا إلى البلاد الشامية أن يعلقوا الشاليش قبل سفرهم بأربعين يوما، وقال فى موضع آخر: إن السلطان الغورى لم يعلق الشاليش على الطبلخاناة كعادة الملوك السابقة، فإنهم كانوا يعلقون الشاليش، ويعرضون العسكر، ثم ينفقون عليهم نفقة السفر، ويستمر الشاليش معلقا إلى أن يخرج السلطان ولو بعد شهرين، وقال المقريزى فى المعنى الآخر: وخرج الشاليش سائرا إلى الشام.