عبد الرزاق بن أبى الفرج الأستادار صاحب جامع الفخرى المعروف اليوم بجامع البنات، وقد زال الآن ودخلت مساحته فى بيت أم حسين بيك.
[حمام البيسرى]
هذه الحمام بأوّل شارع سوق السمك وهى من الحمامات القديمة. أنشأها الأمير بيسرى النجمى، وذكرها المقريزى عند ذكر الدار البيسرية لكن لم يترجمها فى الحمامات.
[ترجمة الأمير شمس الدين البيسرى]
وبيسرى هذا هو الأمير شمس الدين الصالحى النجمى أحد المماليك البحرية للملك الصالح نجم الدين أيوب، تنقل فى الخدم حتى صار من أجلّ الأمراء فى أيام الملك الظاهر بيبرس البندقدارى واشتهر بالشجاعة والكرم وعلو الهمة، وكانت له عدة مماليك راتب كل واحد منهم مائة رطل لحم وفيهم من له عليه فى اليوم ستون عليقة، وبلغ عليق خيله وخيل مماليكه فى كل يوم ثلاثة آلاف عليقة سوى الجمال، وكان ينعم بالألف دينار والخمسمائة ولما فرق الملك العادل كتبغا المماليك على الأمراء بعث إليه بستين مملوكا فأخرج إليهم لكل واحد فرسين وبغلا. وشكا إليه أستاداره كثرة خرجه وحسن له الاقتصاد فى النفقة فحنق عليه وعزله وأقام غيره وقال: لا يرنى وجهه أبدا. ولم يعرف عنه أنه شرب الماء فى كوز واحد مرتين وإنما يشرب كل مرة فى كوز جديد ثم لا يعاود الشرب منه.
وتنكر عليه الملك المنصور قلاوون فسجنه إحدى عشرة سنة ثم لما مات الملك المنصور وقام من بعده ابنه الملك الأشرف خليل أفرج عنه وأكرمه وأمر جميع الأمراء أن يبعثوا إليه ما يقدروا عليه من التحف والسلاح، ثم إن الأمير منكوتمر أغرى السلطان عليه فأخذ وسجن وأحبط على جميع موجوداته واستمر فى السجن إلى أن مات فى تاسع عشر شوّال سنة ثمان وتسعين وستمائة، ودفن بتربته خارج باب النصر رحمه الله تعالى.