للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألفا فى باقى المحطات، أربعة آلاف منهم عمال وشغالة فى الكراكات والورش والمخازن وغيرها.

وتبدلت المبانى الدنيئة التى كانت أولا فى بورت سعيد مثل: الأخصاص والأكواخ، بأبنية فخيمة من الآجر والحجر ما بين قصور وسرايات، وجعلت بها الشوارع والحارات المستقيمة المتسعة، وتعددت بها الدكاكين ومواضع القهوة والمشروبات وبيوت المسافرين، وكثرت بها البضائع المتنوعة، والتجارات المختلفة من وارد البلاد الأوروباوية والصين والهند واليمن وغيرها. وزادت قيمة الأرض فيها حتى بلغ ثمن المتر الواحد أربعة جنيهات، وكثر طلب الراغبين البناء فيها، فكانت كل يوم فى ازدياد، وحدث فى مدينة الإسماعيلية مثل ذلك، فانتقلت أيضا من الحالة الوحشية القفرية إلى الحالة التمدنية الإنسية، كما هو مشاهد بالعيان لكل إنسان.

ولما أمر الخديوى إسماعيل باشا بإبطال سكة الحديد المارة بين القاهرة والسويس فى الجبل، ونقلها إلى جسر الترعة الحلوة، [مبتدئة] (١) من الزقازيق ومنتهية إلى السويس، أمر بعمل فرع من هذه السكة يمر بالإسماعيلية، فيسهل الوصول منها إلى داخل القطر بسكة الحديد المذكورة وبالترعة الحلوة.

[[استعداد الخديو لاستقبال الزائرين بمدينة القاهرة]]

وحين حضر الخديوى إسماعيل باشا إلى الديار المصرية من بلاد أوروبا، بعد أن دعا ملوكها وعظماءها ومشاهير رجالها إلى وليمة الاحتفال بافتتاح خليج البرزخ، واتصال البحر الرومى بالبحر الأحمر كما مر، أخذ فى الاستعداد لاستقبال الزائرين.


(١) فى الأصل: مبتدأة.