للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة سيدى أحمد الحلفاوى]

ومن أصحاب سيدى مدين أيضا سيد أحمد الحلفاوى كان رجلا صالحا سليم الباطن، وكان يمشى بحلفايته بحضرة/الشيخ فى الزاوية وكان الشويمى يتأثر من ذلك ويقول له: أنت قليل الأدب. فغضب منه يوما فهجره فلما كان قبيل الغروب آخر اليوم الثالث جاء له الشويمى وصالحه، وقال له: رأيت الحق يغضب لغضبك يا أخى ولم يفتح على بشئ من مواهب الحق منذ هجرتك.

توفى ودفن بصحن الزاوية، ودفن بهذا الجامع سيدى محمد بن أحمد الشمسى المالكى ابن أخت الشيخ مدين.

[ترجمة سيدى محمد الشمسى]

وهو كما فى الضوء اللامع للسخاوى: محمد بن أحمد بن عبد الدائم الشمسى الأشمونى القاهرى المالكى ابن أخت الشيخ مدين ووالد أحمد الماضى، ويعرف بين جماعة خاله بابن عبد الدائم، ولد فى سنة أربع عشرة وثمانمائة بأشمون جريس منوفية ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه فيما قال مع جميع ما أثبته فى ترجمته تجويدا، وكذا لابن كثير على التاج ابن تمريه ولأبى عمرو على الزين طاهر، وحفظ الرسالة وابن الحاجب الأصلى والفرعى إلا قليلا. منه وألفية ابن مالك. ولازم الزين عبادة فى الفقه وأخذ عن البساطى جانبا من مختصر الفقيه خليل، وقرأ فى العربية على البرهان بن حجاج الابناسى، والصحيحين على البدر بن التنيسى والشفاء على الولى السنباطى، والرسالة القشيرية والعوارف السهروردية على الزين القاموسى. وسمع على المناوى والرشيدى والتلوانى والبخارى.

وصحب خاله وتلقن منه واختلى عنده وألبسه الخرقة وأذن له فى ذلك ولقن فى حياته جمعا من النسوة ونحوهن ورام بعد موت خاله الإقامة بزاوية عبد الرحمن بن بكتمر التى كانت إقامة خاله أولا بها فما مكن.

ثم لا زال ينتقل من مكان إلى مكان حتى استقر بالمدرسة البقرية داخل باب النصر، وله الخلاصة المرضية فى سلوك طريق الصوفية.

وبالجملة: فهو كثير الذكر والتلاوة مع مزيد التواضع والرغبة فى لقاء الناس للأخذ عنه والتردد إليهم لذلك تعلل مدة بضيق النفس والربو والسعال.